اخبار سياسية

تأجيل “اجتماع واشنطن” يقلل من فرص إنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية في السودان

تأجيل اجتماع الرباعية الدولية حول الأزمة السودانية يثير المخاوف ويعكس خلافات عميقة

شهد قطاع كبير من السودانيين حالة من الترقب والحذر بعد قرار تأجيل الاجتماع الذي كان من المقرر عقده الأربعاء في واشنطن، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات، بهدف مناقشة الأزمة المستمرة في السودان. جاء التأجيل بعد أن كانت الأوساط الدولية تتطلع إلى خطوات عملية نحو إنهاء القتال ووقف التصعيد، إلا أن الخلافات بين الأطراف أدت إلى تعطيل الموعد المحدد.

موقف الولايات المتحدة وتحديات التوافق

  • أفادت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة قررت تأجيل الاجتماع من 30 يوليو إلى موعد لاحق، بسبب عدم وجود خطة نهائية أو ضمانات واضحة حول النتائج المنتظرة.
  • تتسبب خلافات حادة بين الأطراف المشاركة في إعاقة التوافق، خاصة فيما يتعلق باستبعاد بعض أطراف النزاع من المشاركة في العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية.
  • مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط في واشنطن أشارت إلى أن السياسة الأمريكية تتسم بـ”الرمادية” تجاه السودان، وتتعامل بمنطق التوازن دون الحسم بشأن الأزمة، مع قلق من تحول السودان إلى ساحة نفوذ لصين وروسيا، وتهديد للملاحة في البحر الأحمر.

الخلافات الداخلية وأثرها على المساعي الدولية

  • تناولت المصادر أن بعض الدول المشاركة خفضت مستوى التمثيل، الأمر الذي أدى إلى توتر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ودفع إلى تأجيل المفاوضات.
  • الباحث السياسي السوداني، عيد إبراهيم بريمة، أشار إلى أن استبعاد أطراف الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 يزيد من تعقيد الأزمة، ويهدد بتقسيم السودان إلى مناطق ذات حكومات منفصلة في نيالا وبورتسودان.

خيارات الحلول البديلة والمخاطر المحتملة

  • تشير التوقعات إلى احتمال أن يلجأ مجلس الأمن الدولي إلى إرسال قوات دولية إذا استمرت الأوضاع الإنسانية في التدهور، خاصة في ظل عدم التئام جبهة السلام المحلي.
  • أستاذة القانون الدولي، زحل إبراهيم، ترى أن الوضع القانوني في السودان معقد للغاية، وأن تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قد يصبح الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة، مع زيادة احتمالات تفتيت البلاد إلى دولتين.
  • الخبير الاستراتيجي أمين إسماعيل يوضح أن المنطقة قد تشهد فرضية السلام عبر قوات دولية، في حال فشل مفاوضات الجيش والدعم السريع، مع التأكيد على أن المجتمع الدولي يرفض تقسيم السودان.

توقعات المستقبل والتداعيات المحتملة

  • حذر الكاتب والمحلل السياسي عثمان النجيمي من أن استمرار الأزمة يمكن أن يؤدي إلى سيناريو ليبيا مع وجود حكومتين، وتصعيد في حالة الفوضى والأوضاع الإنسانية المأسوية.
  • أما الكاتب الصحفي طاهر المعتصم، فاعتبر أن فشل الرباعية الدولية قد يُطيل أمد الأزمة ويؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي ظل غياب أفق واضح للحل، تظل التحديات قائمة، مع ترقب مستقبل تتداخل فيه الخيارات الدبلوماسية والعسكرية، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة وتحولها إلى نزاعات أشد تعقيداً وامتداداً إقليمياً ودولياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى