اخبار سياسية
بريطانيا وفلسطين.. من وعد بلفور إلى الاعتراف المشروط (تسلسل زمني)

تاريخ القضية الفلسطينية والعوامل البريطانية المؤثرة
على مر العقود، شكلت السياسات البريطانية عاملاً محورياً في مسار القضية الفلسطينية، من وعد بلفور عام 1917 إلى الاعترافات والتنصلات المتبادلة. منذ بداية التدخل البريطاني في المنطقة، تفاعلت مصالح الدول الكبرى مع تطلعات الشعب الفلسطيني، مما أسهم في تعقيد المشهد السياسي والإقليمي.
وعد بلفور وأثره المباشر
- في نوفمبر 1917، أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور وعده المشهور، الذي أعلن فيه دعم بريطانيا لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مع ضمان حقوق السكان الفلسطينيين الأصليين.
- تحت تأثير تفاهمات كبرى مثل اتفاقية سايكس بيكو، وضع هذا الوعد أسساً لأحداث لاحقة من التهجير والصراع.
- انتقدت شخصيات فلسطينية وبريطانية على حد سواء هذا الوعد، معتبرين إياه بداية للظلم التاريخي الذي لحق بالفلسطينيين، خاصة مع تهجير مئات الآلاف خلال النكبة عام 1948.
تطبيق الانتداب البريطاني وتنفيذ السياسات
- في 1920، تم إقرار الانتداب البريطاني على فلسطين، مبنياً على وعد بلفور، حيث بدأت القوات البريطانية بفرض سيطرتها على الأراضي، وُقّع العديد من المعاهدات والاتفاقات التي عززت الوجود البريطاني.
- شهدت الفترة بين 1921 و1929 تصعيداً في الصدامات بين العرب واليهود، مع تزايد التوترات حول الحرم القدسي والمناطق المقدسة.
- واصلت بريطانيا ممارساتها عبر سياسات قمعية ومحاباة للمجتمعات اليهودية، مما أدى إلى حركات مقاومة مسلحة بقيادة شخصيات مثل عز الدين القسام.
النكبة وتداعياتها
- في عام 1948، بعد تصويت الأمم المتحدة على تقسيم فلسطين، انسحبت بريطانيا رسمياً وقامت إسرائيل، بعد تصاعد العنف والاضطرابات.
- استغلت إسرائيل السياسات البريطانية، خصوصاً تفكيك البنية السياسية والعسكرية للشعب الفلسطيني، لضمان وجودها، مشاهدين بذلك بداية لسنوات من النكبات واللجوء الفلسطيني.
- فيما استمرت بريطانيا في سياسة غير عادلة، حيث تخلّت تدريجياً عن مسؤولياتها وركّزت على مصلحتها، مع عدم تقديم حلول جذرية للصراع.
مراحل لاحقة وتغيرات في الموقف البريطاني
- خلال الخمسين عاماً التالية، اتبعت بريطانيا سياسة حذرة، داعمة لحل الدولتين ولكن مع استمرارها بالمساندة السياسية والاقتصادية لإسرائيل.
- اعترفت بريطانيا رسمياً بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وأقامت علاقات دبلوماسية مع السلطة الوطنية الفلسطينية، مع بقاء تحفظاتها على خطوات الاعتراف النهائي بالدولة.
- في عام 2012، امتنعت بريطانيا عن التصويت لمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، معتبرة أن العودة للمفاوضات شرط مسبق لذلك.
- وفي عام 2022، قدمت منظمات حقوقية فلسطينية دعوى قضائية ضد بريطانيا، تتهمها بتسببها في معاناة الفلسطينيين عبر وعد بلفور وما تلاه من إجراءات، في خطوة اعتبرها البعض تطوراً هاماً للمساءلة القانونية.
التحركات الأخيرة واستعدادات الاعتراف
- مع تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، أعلنت الحكومة البريطانية عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في أواخر يوليو 2025، قبل اجتماعات الأمم المتحدة، بشرط أن تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لإنهاء الوضع الراهن.
- ولّد هذا الإعلان ردود فعل متباينة؛ إذ اعتبره البعض خطوة مهمة، فيما رأى آخرون أن ذلك قرار مراوغ يهدف لتفادي أي تصعيد سياسي مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
- في سياق متصل، يظل النقاش حول مدى جدية هذا التوجه البريطاني وتأثيره المستقبلي على القضية الفلسطينية مفتوحاً، وسط ضغوط داخلية ودولية متزايدة.
ختام
إن السياسات البريطانية، منذ وعد بلفور وحتى خطوات الاعتراف الحديثة، لعبت دوراً أساسياً في تشكيل المشهد الفلسطيني، وتراوحت بين الدعم والتنكّر، مما أثر بشكل مباشر على تطلعات الفلسطينيين وقضيتهم العادلة. وتتواصل التحركات لتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل سياقات عالمية وإقليمية تتغير باستمرار، مع استمرار الأمل في تحقيق العدالة والاستقلال.