منظمتان إسرائيليتان توجهان اتهامات لتل أبيب بـ”الإبادة الجماعية” في غزة

اتهامات حقوقية إسرائيلية بارتكاب إبادة جماعية على خلفية الأزمة الإنسانية في غزة
شهد المجتمع الدولي خلال الأيام الأخيرة تصاعداً في الأحاديث المتعلقة بما يحدث في قطاع غزة، حيث برزت أصوات حقوقية إسرائيلية تتهم الحكومة باتخاذ إجراءات تُعد بمثابة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. هذه التصريحات تأتي في سياق تدهور الوضع الإنساني، مع انتشار تقارير عن تدمير البنية التحتية وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
تصريحات من منظمات حقوقية إسرائيلية
- منظمة بتسيلم: أعلنت أن إسرائيل تنفذ “عملاً منسقاً ومتعمدًا” للقضاء على المجتمع الفلسطيني في غزة، مؤكدة أن عمليات التهجير والقصف والتجويع تجرى بشكل ممنهج لإقصاء إنسانية الفلسطينيين.
- منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل: ركزت على تدمير منظومة الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن الأفعال الإسرائيلية أدت إلى تدمير البنية التحتية الصحية بشكل محسوب.
ردود الفعل على الاتهامات
- نفت إسرائيل تلك الاتهامات، ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة”، مؤكدة التزامها بالقانون الدولي واتخاذها إجراءات خاصة لمنع الأذى للمدنيين.
- ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أكد أن إسرائيل تلتزم بالقانون وتعمل على حماية المدنيين، ورد على التقرير بأنه لا يستند إلى حقائق واضحة.
- على الجانب الآخر، اعتبر كثيرون في المجتمع الدولي أن الاتهامات تستحق التحقيق، خاصة مع تكرار تقارير الأمم المتحدة عن نقص حاد في المواد الغذائية ووجود قتلى وجرحى بين السكان المدنيين.
تاريخ الاتهامات والإطار القانوني
تُعد كلمة “إبادة جماعية” من المصطلحات الثقيلة، وهي مرتبطة بشكل رئيسي باتفاقية عام 1948 التي أدانت عمليات قتل اليهود بشكل منظم على يد النازيين. ويُعرف القانون الدولي الإبادة الجماعية بأنها الأفعال المرتكبة بقصد القضاء على جماعة عرقية، دينية، أو قومية بشكل كامل أو جزئي.
الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة
- أفادت وكالات الأمم المتحدة بأن القطاع يعاني من نقص حاد في الغذاء والمساعدات، مع دخول محدود من إسرائيل وتقييدات على إمدادات الوقود والدواء.
- ترد القوات الإسرائيلية على المحاولات الدولية بفرض قيود جديدة، وتتعهد بتقديم مزيد من التدابير لتسهيل وصول المساعدات في ظل استمرار التوترات.
الأثر الإعلامي والموقف الإسرائيلي
على الرغم من تقارير الأمم المتحدة، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية غالبًا ما تركز على موضوع الرهائن، وتقلل من عرض أوجه الدمار والخسائر البشرية في غزة. ويعبر المجتمع الإسرائيلي عن اعتقاده أن التصعيد يأتي بشكل أساسي نتيجة أفعال حماس، وأن الحل الوحيد يكمن في نزع سلاح المجموعة وإعادة الأسرى.
في هذا السياق، تظل الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية مثار جدل حاد، حيث يراها بعض المجتمع الدولي محاولات لتحميل إسرائيل مسؤولية أفعالها في غزة، فيما تعتبرها إسرائيل اتهامات مبالغ فيها وتجانب الحقيقة.