أوروبا تتجه بسرعة لإتمام تفاصيل اتفاق التجارة مع واشنطن وسط اتهامات بالاستسلام لترمب

تطورات المناخ التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
بعد إعلان التوصل إلى اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، برزت الكثير من التطورات والتحديات التي تؤثر على العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. على الرغم من الجهود المبذولة لتهيئة مسار أكثر استقراراً، إلا أن هناك مخاطر وتداعيات محتملة على المدى الطويل، خاصة مع تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية لهذا الاتفاق.
مظاهر التوتر والتقلبات في الأسواق
- شهد اليورو أكبر انخفاض له خلال أكثر من شهرين مقابل الدولار، حيث تراجع بأكثر من 1٪، بعد أن كان قد وصل إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات الأسبوع الماضي، وفقاً لتقارير اقتصادية.
- وافق الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم صادراته، مع توقعات بانخفاض متوسط معدل التعريفة على السلع الأمريكية إلى أقل من 1% عند تفعيل الاتفاق.
- مبادرات شراء منتجات الطاقة الأمريكية بقيمة تصل إلى 750 مليار دولار، والاستثمار الإضافي الذي يبلغ 600 مليار دولار، أثارت جدلاً حول واقعية تحقيقها ضمن الأطر الزمنية المحددة.
الصفقة من منظور بروكسل
توصف بروكسل الاتفاق بأنه الأفضل الممكن في ظل الظروف الحالية، حيث أكدت على أن الطرفين أبرما صفقة يمكن أن تعزز التدفقات التجارية وتحفظ الوظائف، مع التركيز على أهمية دعم واشنطن لأوكرانيا وأمن الناتو.
وفي محاولة لتخفيف حدة التوتر، سافرت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أسكتلندا وأبرمت اتفاقاً أولياً مع الجانب الأمريكي، يتضمن تخفيض الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الاستراتيجية إلى الصفر.
الانتقادات والمواقف الأوروبية
- وجهت العديد من الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وألمانيا، انتقادات حادة للاتفاق، واعتبرته بعض الأحزاب خضوعاً للمطالب الأمريكية وافتقاراً لروح المبادرة الأوروبية.
- حذر بعض المسؤولين الأوروبيين من أن الاتفاق قد يقوض مبادئ التجارة الحرة ويزيد من خطر التهميش السياسي والاقتصادي لأوروبا.
- عبّر خبراء وصناع قرار عن تحفظاتهم حول مدى قدرة الاتحاد الأوروبي على حماية مصالحه في ظل المفاوضات الحالية، مع توقعات بأن تداعيات الاتفاق ستبدو واضحة على المدى الطويل.
خطوات قادمة وتحديات قانونية
سيسعى الطرفان إلى إعداد بيان مشترك غير ملزم قانونياً بحلول أغسطس، يتبع ذلك العمل على نص قانوني ملزم يستدعي دعم أغلبية دول الاتحاد الأوروبي وربما البرلمان الأوروبي. قد يستغرق إعداد هذا النص وقتاً طويلاً، خاصة مع وجود نقاط خلاف رئيسية مثل رسوم المعادن واستثمارات الطاقة.
وفي سياق متصل، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات مرتبطة بصادرات المعادن، التي لا تزال خاضعة لنسب عالية من الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى تقيداته المتعلقة بواردات الطاقة والاستثمارات الخارجية.
آفاق المستقبل والتوقعات
رغم التفاؤل المبدئي، يبقى حالة عدم الاستقرار مرتفعة، مع توقعات بتقلبات في الأسواق وتحديات سياسية وقانونية، حيث يتطلب تطبيق بنود الاتفاق مراقبة دقيقة وجهوداً مستمرة لضمان مصالح الاتحاد الأوروبي وتعزيز موقفه التفاوضي.