اخبار سياسية

دعوات قضائية وصفقات تسوية.. كيف يوجه ترمب معركته مع الإعلام الأميركي؟

تصاعد التوترات بين وسائل الإعلام والإدارة الأميركية وتأثيرها على المشهد الإعلامي

شهد المشهد الإعلامي في الولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في الخلافات بين السلطة السياسية ووسائل الإعلام، حيث توجهت اتهامات وتوترات متزايدة تعكس تأثيرات السياسة على حرية الإعلام واستقلاليته.

حالة الخلاف بين ترمب ووسائل الإعلام

  • شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً في الخلاف بين الرئيس السابق دونالد ترمب ووسائل الإعلام، خاصة بعد تسوية مثيرة للجدل بين شبكة CBS وترمب بخصوص برنامج “60 دقيقة”.
  • قام الإعلامي ستيفن كولبير، مقدم برنامج The Late Show على شبكة CBS، بتوجيه انتقادات علنية ضد الشبكة، معتبراً التسوية المالية مع ترمب بأنها “رشوة كبيرة” تهدف إلى تحسين صورته بعد المقابلة التي أثارت جدلاً واسعاً.
  • في غضون أيام قليلة، أعلنت الشبكة عن عدم تجديد عقد البرنامج، وأرجعت القرار لأسباب مالية، الأمر الذي أثار شكوكاً حول دوافع التوقيت الحقيقي للإلغاء.

تصريحات وتداعيات نهاية البرنامج

  • إذ أعلن كولبير عن نهاية البرنامج بشكل رسمي، عبّر عن حزنه ووجه انتقادات لشركته الأم على دفعها ملايين الدولارات لترمب، معتبرًا ذلك “رشوة” وقبلة للفساد السياسي.
  • حاول كولبير إضحاك الجمهور حين حلق شاربه، متوجهاً بالشكر لهم والمشاركة في وداع البرنامج الذي بدأ منذ عام 2015.
  • يثار التساؤل حول مدى الصلة بين الانتقادات والإجراءات التي أدت إلى إلغاء البرنامج، وسط اعتقاد أن دوافع سياسية قد تكون وراء ذلك.

موقف السياسيين والانتقادات الموجهة

  • اعتبر السيناتور آدم شيف أن “الشبكة توقفت عن البرنامج لأسباب سياسية”، فيما هاجم جون ستيوارت، صديق كولبير، القرار في برنامجه، معتبراً إياه “استسلاماً لترمب”.

عداء ترمب ووسائل الإعلام

  • منذ عودته إلى البيت الأبيض في 2025، بدأ ترمب إجراءات عدائية ضد وسائل الإعلام، منها منع تغطيات لوسائل مثل “أسوشيتد برس” وقطع التمويل عن بعض المؤسسات الصحافية.
  • دفع ترمب الكونغرس لإلغاء التمويل الفيدرالي لمحطتي PBS وNPR، مع تصعيد هجماته على المؤسسات الإعلامية، معتبرًا أن وسائل الإعلام خصوم سياسيون وسلاح يهدد سلطته.
  • تصاعدت هذه السياسات أدى إلى تقييد حرية الإعلام وتراجع حرياته، مع اتهامات باستغلال الآليات القانونية والإدارية للسيطرة على التغطية والخطاب العام.

تأثير السياسات على الصحافة والإعلام المستقل

  • يشير خبراء إلى أن تصرفات ترمب جاءت في سياق ضعف المؤسسات الدستورية ودمج وسائل الإعلام في تكتلات اقتصادية، مع تزايد الرقابة الذاتية والتنازلات للحفاظ على المصلحة التجارية والسياسية.
  • تُبرز التحليلات أن الصحافة المستقلة أصبحت عبئًا ماليًا وسياسيًا، مما أدى إلى تفضيل المؤسسات الكبرى تجنّب المواجهة مع ترمب حفاظًا على مصالحها.

الجانب المالي من إلغاء برامج الكوميديا السياسية

  • بررت شبكة CBS قرار إلغاء برنامج The Late Show بأنه ناتج عن اعتبارات مالية، مع تأكيد أن أداء البرنامج وتقييمه لم يكن السبب الرئيسي.
  • شهد البرنامج تراجعًا في المشاهدات منذ انطلاقه، ولكنه ظل يحتل مراتب متقدمة مقارنة بمنافسيه، حيث تجاوزت نسب المشاهدة أحياناً 2.42 مليوناً.
  • يتوقع مراقبون أن التغيرات في السوق والإجراءات المالية قد ترجع إلى تفضيلات الإدارة، مما يثير الشكوك حول دوافع سياسية خلف هذا القرار.

الكوميديا والمواقف السياسية عبر التاريخ

  • تاريخياً، كانت البرامج الكوميدية هدفاً للرقابة عندما تنتقد الهيئات الحاكمة، كما حدث مع برنامج “The Smothers Brothers Comedy Hour” في 1969، الذي أغلق بسبب انتقاده للسياسات العمالية.
  • توضح الدراسات أن الكوميديا السياسية تستعمل كوسيلة فعالة للانتقاد، حيث تتيح تحفيز النقاش وتوفير مأوى للجمهور من التوتر بينما توصل الرسائل بشكل غير مباشر.

مزايا برامج الكوميديا السياسية ودورها

  • تُعد برامج السخرية السياسية أدوات إخبارية وترفيهية، تجمع بين إبلاغ الجمهور بأسلوب فكاهي، وتقديم نقد للمؤسسات، والتعبير عن الرأي بشكل حر نسبياً.
  • بعد صعود ترمب، أصبحت برامج كولبير ومايرز أعمالاً رئيسية في المناقشات السياسية، وتحولت إلى منصات للحوار والتحدي للسلطات.

تأثير تصريحات ترمب على بقية مقدمي البرامج

  • عبّر ترمب عن فرحته بإلغاء البرنامج، متوقعاً أن يطال ذلك مقدمي برامج آخرين مثل جيمي فالون وجيمي كيميل، معتبراً أن مصيرهم مهدد أيضاً.
  • يشير خبراء إلى أن تصريحات ترمب تظهر أبعاداً سياسية وراء القرارات، مع وجود احتمالات بانتقال هذه السياسات لمنظمات إعلامية أخرى إذا ما وجدت مصلحة في ذلك.

الحرية الإعلامية والحريات المستقبلية

  • إجمالاً، يلاحظ خبراء أن تصرفات إدارة ترمب تؤدي إلى انكماش في حرية التعبير، رغم وجود التعديل الأول الذي يحمي حقوق الصحافة.
  • تشير التحليلات إلى أن الضغوط القضائية والسياسية، إلى جانب التغيرات في السوق الإعلامي، قد تضعف من قدرة الإعلام المستقل على العمل بحرية وتؤدي إلى مزيد من الرقابة الذاتية أو التنازلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى