دعاوى قضائية وصفقات تسوية.. كيفية إدارة ترمب لحربه مع الإعلام الأميركي

تطورات الصراع الإعلامي والسياسي في الولايات المتحدة: تصعيد وتداعيات
تعيش الساحة الإعلامية والسياسية في الولايات المتحدة فترة من التوتر الشديد، حيث تتجدد الخلافات بين الرئيس السابق دونالد ترمب ووسائل الإعلام، مما يثير قضايا تتعلق بحرية الصحافة والتوازن بين المؤسسات السياسية والوسائط الإعلامية.
بداية الأزمة والانتقادات الموجهة لشبكة CBS
- شهد العام الحالي تصعيداً في الخلافات بين ترمب ووسائل الإعلام، خاصة حول تسوية أثارت جدلاً بين شبكة CBS وبرامجه مع ترمب بشأن برنامج 60 دقيقة.
- انتقد الإعلامي الكوميدي ستيفن كولبير، مقدم برنامج The Late Show، الشبكة واصفاً التسوية بأنها “رشوة كبيرة” تهدف لتحسين الصورة بعد المقابلة المثيرة للجدل.
- وفي وقت قصير، أعلنت شبكة CBS عدم تجديد عقد كولبير، وبررت ذلك لأسباب مالية، مما أثار تساؤلات حول دوافع القرار وتوقيت صدوره.
الوداع والإعلان المفاجئ عن انتهاء البرنامج
- في ليلة 17 يوليو، ألقى كولبير كلمة مؤثرة أعلن فيها انتهاء برنامجه والتأكيد على أن النهاية ليست بسبب أداء البرنامج، بل لأسباب مالية.
- سبق ذلك، أن عاد من إجازته بابتسامة ساخرة وذكر أن “الليلة، يأتيكم شاربي بقلبٍ مُثقل”، موجهًا نقدًا لاذعًا لشركته “باراماونت” ودفعها 16 مليون دولار لترمب لتسوية قضية قانونية.
- وصف كولبير التسوية بأنها “رشوة كبيرة”، معرباً عن شعوره بالإهانة تجاه الطريقة التي تم التعامل بها مع القضية.
موجة الشكوك والتداعيات السياسية
- إلى جانب الانتقادات، أثيرت أسئلة حول توقيت إنهاء البرنامج، مع اعتقاد البعض أنه انتقام من انتقاده للتسوية البنكية.
- اعتبر السيناتور آدم شيف أن الأسباب سياسية، وهاجم قرار CBS، بينما انتقد جون ستيوارت، زميل كولبير، إلغاء البرنامج ووصفه بالاستسلام لترمب.
تصعيد ترمب ضد الإعلام وإعادة تفعيل العداء
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، بدأ ترمب بتعزيز هجماته على وسائل الإعلام، محولاً عداءه القديم إلى سياسة رسمية، وشمل ذلك:
- منع تغطية فعاليات رسمية لوسائل إعلام محددة مثل “أسوشيتد برس”.
- قطع التمويل عن مؤسسات مثل “بوليتيكو”، وإعادة توزيع مكاتب الصحافيين في البنتاجون لصالح منصات محافظة.
- السعي لإلغاء التمويل الفيدرالي لمحطتي PBS وNPR، بمزاعم تقاعسها عن دعم مصالح الإدارة.
ردود الفعل والتحليلات
- قالت خبيرة الإعلام ستيفاني مارتن إن ترمب يعامل الإعلام كخصم وأداة، حيث يُعزز من ولاء قاعدته ويقوّض تأثير التغطيات السلبية.
- تصاعدت علاقته مع وسائل الإعلام خلال ولايته الثانية، حيث استخدم دعاوى تشهير وتهديدات لتعطيل أو تقييد عمل الإعلام.
- اعتبرت مارتن أن ذلك يمثل انكماشاً خطيراً لحرية التعبير، وأن تأثيره قد يمتد لما بعد ولايته إذا لم تتراجع المؤسسات عن ممارساتها.
التسوية والترابط بين القضايا المالية والجوانب السياسية
تعود قضية التسوية بين CBS وترمب إلى تصريحات سابقة حول التعديل في مقابلة مع كانتاما هاريس، حيث اتُهم البرنامج بتقديم صورة غير دقيقة وأُجري تسوية بقيمة 16 مليون دولار. ورأى خبراء أن التسويات التي تمت مع ترمب غالباً ما تكون نتيجة لضغوط سياسية أو اقتصادية، حيث سبق أن دفع لترمب مبالغ كبيرة بعد دعاوى تشهير ضد صحف وقنوات إعلامية أخرى.
ويُعتقد أن توقيت تلك التسويات وصرف المبالغ يعكس محاولة الشركات والحكومات تجنب صراعات أكبر، وذلك لضمان استمرارية أعمالها وتجنب التأثيرات السلبية على سمعتها.
تأثير السياسة على مستقبل الإعلام في أميركا
- شهدت الولايات المتحدة موجة من الدمج والتكتل بين وسائل الإعلام، مما أدى إلى تركز الملكية وتقليل التنوع، وارتفاع تكلفة تغطية الأخبار المستقلة.
- تشير التحليلات إلى أن المؤسسات الإعلامية باتت أكثر عرضة لضغوط سياسية واقتصادية، خاصة من إدارة ترمب، ما يقلل من استقلاليتها ويزيد من الرقابة الذاتية.
ختام
مع تصاعد الملف الإعلامي والسياسي، تظهر الحاجة إلى حماية حرية الصحافة وموازنة بين مقتضيات العمل المالي والسياسي. فالتحديات الحالية تضع مستقبل الإعلام وحرية التعبير على محك حاسم، وتتطلب وعيًا ومراعاة أكبر للمبادئ الديمقراطية واستقلالية المؤسسات الإعلامية.