ما هو فيروس شيكونجونيا الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية من انتشارها؟

منظمة الصحة العالمية تنبه إلى مخاطر مرض شيكونجونيا وتدعو إلى التحرك السريع
أطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً للجهات الصحية والحكومية حول العالم لاتخاذ إجراءات فورية لمنع تفشي فيروس شيكونجونيا، الذي ينقله البعوض، خاصة مع ظهور حالات جديدة في مناطق متعددة بما في ذلك أوروبا والمحيط الهندي. ويثير انتشار هذا الفيروس قلقًا عالميًا نظرًا لقدرةه على التسبب بمشكلات صحية خطيرة على المدى الطويل.
خلفية عامة عن الفيروس وأخطر انتشاراته
يُقدر أن ما يقرب من 5.6 مليار شخص يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بفيروس شيكونجونيا، الذي يمكن أن يسبب أعراضًا مثل ارتفاع الحرارة وآلام المفاصل وقد يؤدي إلى إعاقة دائمة في بعض الحالات.
وقد بدأ انتشار الموجة الحالية في أوائل عام 2025، حيث سجلت إصابات في جزر المحيط الهندي مثل لا ريونيون ومايوت وموريشيوس، مع ظهور حالات في بلدان مثل مدغشقر والصومال وكينيا، بالإضافة إلى انتشار واسع في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند، ووصوله إلى أوروبا.
ما هو فيروس شيكونجونيا وما هي أعراضه؟
يُعرف الفيروس باسم شيكونجونيا، والذي يعني “الانثناء” أو “المشي منحنياً”، لأنه يسبب آلامًا حادة في المفاصل والعضلات. تتضمن أعراضه الشائعة:
- الحمى الشديدة والمفاجئة
- الصداع والإرهاق
- الطفح الجلدي
- الغثيان واحمرار العينين
تظهر الأعراض عادة خلال يومين إلى سبعة أيام من التعرض للدغة بعوضة مصابة. وعلى الرغم من أن معظم الحالات تتعافى خلال بضعة أسابيع، إلا أن بعض المصابين يعانون من آلام طويلة الأمد في المفاصل والعضلات. وتبقى بعض الآثار والجروح لعدة أشهر أو سنوات بعد الإصابة.
كيفية انتقال وتفشي الفيروس
الفيروس ينتقل عبر لدغة بعوضة مصابة، ولا ينتقل من شخص لآخر مباشرةً، لكن البعوض يلتقط الفيروس عندما يلدغ شخصًا مصابًا. ومن الجدير بالذكر أن أكثر من ثلث سكان العالم الآن يعيشون في مناطق تتعرض لمخاطر الإصابة، تشمل أميركا، أفريقيا، آسيا، أوروبا، وجزر البحر الكاريبي والهادئ.
المخاطر والفئات الأكثر عرضة للمضاعفات
نادرةً ما تؤدي الإصابة بحمى شيكونجونيا إلى الوفاة، لكن بعض الحالات قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى كبار السن، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، الأطفال، والنساء الحوامل، اللواتي يمكن أن ينقلن الفيروس إلى أطفالهن، مما يسبب مضاعفات في العين والقلب والأعصاب.
نحو 40% من المصابين قد يعانون من التهاب المفاصل المزمن نتيجة الفيروس، وتبقى حالات الوفيات نادرةً.
طرق الوقاية والتلقيح
من الضروري اتخاذ تدابير للوقاية من العدوى خاصة عند السفر إلى مناطق انتشار الفيروس، وتشمل الإجراءات:
- استخدام مستحضرات طارئة للحشرات تحتوي على مادة الديت-ديت، وتكون مسجلة لدى الجهات المختصة
- الارتداء المستمر لملابس طويلة الأكمام وسراويل طويلة
- إزالة المياه الراكدة لمنع تكاثر البعوض
- استخدام شبكات النوم والمكيفات والصواعق الكهربائية داخل المنازل
وفي حال الحمل، خاصة في الأشهر الأخيرة، يُنصح بعدم السفر للمناطق التي تنتشر فيها الإصابة لتجنب نقل الفيروس إلى الجنين.
أما عن التطعيم، فإن هناك لقاحًا معتمدًا في بعض الدول، وهو عبارة عن حقنة تحتوي على فيروس شيكونجونيا المضعف، تُعطى مرة واحدة. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى مرة واحدة عادةً يكونون محميين من تكرار الإصابة.
ملاحظة هامة
بالرغم من أن معظم الإصابات تتعافى منها، إلا أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والتشدد في الحذر يمثلان الوسيلة الأنجع للحد من انتشار الفيروس وحماية أنفسنا ومجتمعاتنا من مضاعفاته الصحية الخطيرة.