اقتصاد

ارتفاع أسعار أدوية الأمراض المزمنة في مصر بنسبة 300% بسبب نقص المعروض

ارتفاع أسعار أدوية الأمراض المزمنة في مصر وتأثيراته

شهدت مصر ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار بعض أدوية الأمراض المزمنة خلال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغ الزيادة حوالي 300%. ويعود هذا الارتفاع إلى ندرة المعروض من هذه الأدوية، حيث يتم توزيعها بشكل محدود على صيدليات معينة دون الأخرى، مما أدى إلى خلق سوق سوداء في السوق المحلية، وفقاً لعدد من المسؤولين الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام.

نطاق الأدوية المتأثرة والتحديات المرتبطة

  • يشمل ارتفاع الأسعار أدوية خاصة بمرض السكري، مثل الأنسولين والأدوية الفموية
  • أدوية القلب وضغط الدم والكوليسترول
  • علاج الربو وأدوية التهاب المفاصل، مثل الإيبوبروفين
  • أدوية علاج السرطان، بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي والهرموني

آثار التوزيع المقيد والأسواق السوداء

أسفر حصر توزيع الأدوية على صيدليات محددة وصيدليات المستشفيات الحكومية إلى تضاعف بعض أسعار أدوية الأمراض المستعصية، حيث وصلت أسعار بعض العبوات إلى 100 ألف جنيه أحياناً. وعلى الرغم من تأكيد الحكومة على توافر الأدوية بأسعارها الرسمية عبر القنوات الرسمية، إلا أن عشوائية التوزيع أدت إلى استمرار أزمات نقص الأدوية، خاصةً تلك التي تتعلق بمرضى الأمراض المزمنة.

جهود الحكومة لتوفير السيولة وتحسين التوزيع

  • عملت الحكومة على توفير السيولة الدولارية للشركات لاستيراد الخامات، مع تسهيل عمليات التصنيع وتوفير التمويلات المصرفية اللازمة
  • رغم ذلك، فإن مشكلة التوزيع العشوائي لا تزال قائمة، وتحتاج إلى رقابة أشد لتعزيز توزيع الأدوية بشكل عادل على جميع المناطق المستفيدة

الوضع الحالي والأدوية البديلة والتحديات المستمرة

على الرغم من إعلان الحكومة عن انتهاء أزمة نقص الأدوية الأساسية، إلا أن بعض أدوية الأمراض المزمنة لا تزال غائبة أو غير متوفرة بكميات كافية، مما يدفع بعض المرضى إلى الاعتماد على أدوية مستوردة من الخارج أو اللجوء إلى أقاربهم الذين يسافرون لجلب الأدوية من الخارج. كما أن فعالية بعض الأدوية المحلية البديلة لا تعادل جودة المستورد، وهو ما يثير قلق المرضى ويزيد من معاناتهم.

توزيع الأدوية والرقابة عليها

تشير التقارير إلى أن غالبية الأدوية المصنعة محلياً تتجاوز نسبة 93% من احتياجات السوق المصرية، مع ارتفاع مبيعات الأدوية إلى أكثر من 307 مليارات جنيه خلال العام الماضي. ومع ذلك، يدعو خبراء إلى ضرورة تكثيف الرقابة على توزيع الأدوية، وخاصةً المتعلقة بالأمراض المزمنة، لضمان وصولها بشكل عادل ومنصف.

البدائل المحلية وأوضاع السوق السوداء

  • وفقاً لنقابة الصيادلة، توجد أدوية بديلة محلية لكثير من الأصناف المستوردة، خاصةً في المؤسسات الحكومية
  • أما بالنسبة للأدوية ذات الأسعار المرتفعة جداً، فتعود إلى حالات خاصة يتم إنتاجها أو تصديرها، وتقوم الشركات بتخصيص حصص محددة للسوق المحلية بأسعار مقومة بالدولار

الضوابط والتوجيهات الحكومية المستقبلية

  • تعمل هيئة الدواء المصرية على دراسة الطلبات لتحريك أسعار أصناف جديدة من الأدوية ذات المبيعات العالية
  • كما يتم تفعيل دور مراقبة توزيع الأدوية عبر صيدليات الإسعاف والصيدليات الكبرى، لضمان التوزيع العادل في مختلف المحافظات

السوق السوداء وتحذيرات من تداول الأدوية غير المرخصة

حذر المسؤولون من شراء الأدوية من غير الصيدليات المعتمدة وبغير السعر الرسمي، نظراً لأن ذلك قد يعرض المستهلكين لشراء أدوية مغشوشة أو مهربة، الأمر الذي يهدد صحتهم بشكل مباشر. كما يدعون إلى الإبلاغ عن أي مخالفات تتعلق بالدواء لضمان سلامة الأدوية المتداولة.

ختام

بالرغم من تحسن الوضع العام للدواء في مصر، إلا أن هناك ضرورة مستمرة لتعزيز الرقابة وتحسين نظام التوزيع، لضمان وصول الأدوية بشكل منصف إلى جميع المواطنين، خاصةً في المناطق البعيدة والنائية، وتوفير بدائل فعالة للأدوية المستوردة لمواجهة ارتفاع الأسعار والندرة الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى