اخبار سياسية

تصاعد التوترات بين تايلندا وكمبوديا مع إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين واندلاع جبهة جديدة للصراع

تصاعد التوترات على الحدود بين تايلندا وكمبوديا وعمليات الوساطة الدولية

شهدت المنطقة الحدودية بين تايلندا وكمبوديا تصعيدًا جديدًا في الصراع، حيث أعلنت القوات البحرية التايلندية عن تدخلها في مواجهة الهجمات الكمبودية في إطار جهود الدفاع عن السيادة الوطنية. ولوحظ ارتفاع حصيلة الضحايا مع تصاعد المواجهات المسلحة، إذ تجاوز عدد القتلى 30 شخصًا، وفقًا لمصادر إعلامية، مع قيام السلطات في كلا البلدين بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من مناطق القتال.

تفاصيل العمليات العسكرية والتوترات الحدودية

  • بدأت العملية البحرية التايلندية في وقت مبكر من السبت، عقب توغل القوات الكمبودية في ثلاث نقاط على الأقل داخل محافظة “ترات” شرق تايلندا، حسب بيان وزارة الدفاع التايلندية.
  • تمكن قوات مشاة البحرية التايلندية من دفع القوات الكمبودية التي انتهكت الأراضي التايلاندية، مع تأكيد الوزارة على موقف البلاد الثابت في حماية سيادتها.
  • وفي سياق المواجهة، أعلنت تايلندا عن هجمات جديدة بالقرب من الساحل في الجنوب، لكن قواتها البحرية تصدت لها، مع استمرار الاشتباكات في مناطق سورين وأوبون راتشاثاني وسريساكيت على الحدود مع كمبوديا.
  • وقد وجهت تايلندا اتهامات لكمبوديا باستخدام الذخائر العنقودية، وهو نوع من الأسلحة المحظورة دوليًا نظرًا لتأثيرها العشوائي على المناطق المدنية، إلا أن كمبوديا نفت هذه الاتهامات.

محاولات الوساطة الدولية واستجابة المجتمع العالمي

  • مع تواصل القتال لليوم الثالث، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا عاجلاً مغلقًا، دعت خلاله ماليزيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للتكتل الإقليمي، الأطراف إلى الهدوء وإيجاد حل سلمي.
  • وأشار دبلوماسيون إلى أن الدول الأعضاء حثت على ضبط النفس وحل النزاع عبر الطرق الدبلوماسية، مع دعوة منظمة آسيان للمساعدة في تسوية الخلاف.
  • وفي السياق نفسه، دعا سفير كمبوديا الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكداً على رغبة بلاده في حل النزاع بطرق سلمية، وردًا على اتهامات الهجوم، أكد أن كمبوديا بلد صغير لا يملك قوات جوية لشن هجمات على دول ذات قدرات عسكرية أكبر.

الأوضاع الإنسانية والإجلاءات

  • أشارت وزارة الصحة التايلاندية إلى أن أكثر من 58 ألف شخص فروا من مناطق القتال إلى ملاجئ مؤقتة، بينما أعلنت الحكومة الكمبودية عن إخلاء أكثر من 23 ألف شخص من المناطق القريبة من المناطق الحدودية.
  • وصف رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة الوضع بأنه قد يرقى إلى مستوى “جرائم حرب” بسبب سقوط ضحايا مدنيين وتدمير منشآت صحية، مؤكدًا أن تايلندا تمارس ضبط النفس رغم الاستفزازات.
  • تعود جذور التوتر إلى انفجار لغم أرضي أصاب خمسة جنود من الجانبين، مما أدى إلى تصاعد المواجهات الحالية.

آفاق الحلول ووقف إطلاق النار

  • أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أن البلدين وافقا على وقف لإطلاق النار وسحب قواتهما من المناطق الحدودية، إلا أنهما طلبا مزيدًا من الوقت لتنفيذ ذلك.
  • وحث الأمين العام للأمم المتحدة على ضبط النفس، مع دعوة الدول المعنية إلى حل النزاع عبر الحوار، في إطار جهود دولية لإنهاء التصعيد.

أساس النزاع التاريخي

يرجع النزاع الحالي إلى خلافات على الحدود تعود لقرون، متعلقة بمعاهدات “فرانكو-سيامية” التي حددت بشكل مختلف حدود البلاد بناءً على تفسيرات متباينة لخرائط ترجع إلى أوائل القرن العشرين، حين كانت كمبوديا جزءًا من الهند الصينية الفرنسية، مما أدى إلى نزاعات مستمرة وتوترات ذات طابع جيوسياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى