اخبار سياسية

القربي لـ”الشرق الأوسط”: نقلت رسالة أخيرة إلى صدام فقال لي “هذه معركة كرامة الأمة”

تجربة وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي في ظل التحولات العالمية والإقليمية

شهدت فترة توليه وزارة الخارجية اليمنية خلال العقود الماضية العديد من التحديات والأحداث الهامة، التي أثرت على مسيرة اليمن وعلاقاته الدولية والإقليمية. من خلال حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط”، نستعرض أبرز خطفاته وتجربته في التعامل مع الأزمات الكبرى، ووجهات نظره حول العلاقات العربية والدولية.

مواجهة أحداث 11 سبتمبر وتداعياتها على اليمن

  • نقطة البداية: كان في برلين حين اندلعت هجمات 11 سبتمبر 2001، وتلقى الخبر بشكل مفاجئ أثناء حضوره مأدبة غداء مع وزير خارجية ألمانيا، مما أدى إلى إلغاء الفعالية والتوقف أمام التلفزيون لمتابعة الأحداث.
  • الردود اليمنية: أدركت اليمن خطورة الوضع وبدأت إجراءات لمواجهة الإرهاب، مع ترتيب زيارة سريعة إلى واشنطن بهدف التفاهم مع الإدارة الأمريكية، وأكدت رغبتها في أن تلعب دوراً إيجابياً في مكافحة الإرهاب.

العلاقات مع الولايات المتحدة وإجراءات التعاون

  • موقف اليمن: رغم أن اليمن اتخذ إجراءات أمنية وعمل على تعقب الجماعات الإرهابية، ظل يرفض مشاركة التحقيقات بشكل كامل مع واشنطن، مفضلاً أن تتولى الحكومة اليمنية التحقيق بشكل مستقل.
  • التحديات: لم تكن التحقيقات الأمنية كشوفاً مهمة بخصوص الهجمات، إلا أن التعاون الاستخباراتي و تبادل المعلومات استمر في إطار العمل الأمني المشترك، مع إدراك أن الإجراءات الأمريكية قد تتسرع أو تتخذ مسارات غير محسوبة.

القرارات الأمريكية في المنطقة وتأثيرها على اليمن

  • غزو العراق وأفغانستان: كان لليمن موقف حذر وقلق، خاصة مع تحرك أمريكا نحو غزو العراق، حيث حاول الرئيس صالح من خلال دبلوماسية الجامعة العربية إظهار رغبة في التهدئة وإيصال رسالة لصدام حسين للتحفظ على التصعيد، إلا أن الأخير اتخذ موقفاً متصلباً.
  • مقابلة صدام حسين: حملت رسالة دعم اليمن، لكنه أكد أن معركة العراق تتطلب التضحية من أجل كرامة الأمة، وأنه يجب أن يحافظ على وحدة اليمن في ظل الظروف الصعبة.

علاقات شخصية وتحالفات عربية وإقليمية

  • علاقة مع صدام حسين: كانت هناك علاقات شخصية قوية، حيث كان يشاركه الموقف القومي والدفاع عن القضية الفلسطينية، مع وجود تفاهم وتوافق كبير بين الزعيمين.
  • تعاون المجلس العربي: انخرط اليمن في لقاءات مع مصر والأردن والعراق، في إطار مجلس عربي هدف إلى تعزيز التضامن ومواجهة التحديات الإقليمية، رغم محدودية النجاح.

العلاقات مع القادة العرب والأجانب

  • علاقات مع الملك عبد الله: كانت متميزة جدًا، حيث تمتع اليمن بعلاقة ثقة ودعم من المملكة العربية السعودية، خاصة بعد توقيع اتفاقية الحدود والزيارات المتبادلة.
  • علاقات مع زيناوي وإريتريا: ظل التنسيق قائماً، خاصة حول التحديات المتعلقة بالحدود والجزر اليمنية، قبل أن ينطلق مسار التسوية الودية.
  • زيارة موسكو وبوتين: كانت علاقاته مع روسيا ودية، وركزت على دعم القدرات العسكرية اليمنية وتطوير التعاون الاقتصادي، خاصة خلال عام 2008.

الاهتمامات الفكرية والشخصية

  • الشعر والقراء: كان يفضل شعر المتنبي، نظراً لقيمه الوطنية والحكمية التي يعبر عنها في أشعاره.
  • الشخصية القيادية: كان يتسم بالحكمة والصبر، ويُعرف براعي الحوار بين القوى السياسية، مع إدراكه لأهمية المؤسسات في اتخاذ القرارات وعدم استفراد الرئاسة.

الخلاصة

خلال مسيرته الطويلة، شهد أبو بكر القربي الكثير من التحولات الكبرى، وتَعلم كيف يدير الأزمات ويحافظ على مصالح اليمن وسط موجة من التحديات الإقليمية والدولية. كان دائمًا يسعى لتعزيز العلاقات العربية والدولية، مع إدراكه العميق للمتغيرات التي شهدتها المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى