اخبار سياسية
تجمّع عشرات الآلاف من المدنيين في جبهة جديدة للصراع بين تايلندا وكمبوديا

تصاعد التوترات على الحدود بين تايلندا وكمبوديا وتصعيد العمليات العسكرية
شهدت المنطقة الحدودية بين تايلندا وكمبوديا تصعيداً في الصراع، حيث أعلنت قوات البحرية التايلندية انضمامها إلى القوات المسلحة للدفاع عن سيادة البلاد في مواجهة الهجمات الكمبودية. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد المواجهات العسكرية والخسائر التي ترافقها، بالإضافة إلى جهود الوساطة الدولية لوقف التصعيد وإنهاء الأعمال العدائية.
مستجدات التصعيد الحدودي والعمليات العسكرية
- مواجهات جديدة على الجبهة الحدودية: شهدت المنطقة الحدودية المتنازع عليها قتالاً مسلحاً بعد توغل القوات الكمبودية في ثلاث نقاط بمحافظة “ترات” شرق تايلندا، وهو ما دفع القوات التايلندية للتصدي وصد الهجمات.
- حصيلة الضحايا والتداعيات المدنية: تصاعد الصراع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، بينما أُجبر عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح من مناطق القتال، مع توجههم إلى مناطق أكثر أماناً.
- إخلاءات وتدمير للبنى التحتية: تم إخلاء آلاف السكان من قبل السلطات، وتعرضت مناطق مدنية لقصف، بالإضافة إلى تدمير منشآت حيوية مثل المستشفيات، وهو ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
جهود الوساطة الدولية والتصريحات الرسمية
- مراجعة مجلس الأمن الدولي: عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة في نيويورك، بهدف مناقشة الأزمة، حيث دعا الأعضاء إلى التهدئة وحل النزاع عبر الطرق السلمية، مع دعوة منظمة آسيان للمساعدة في الوساطة.
- تصريحات كمبودية ورأي المسؤولين: أكد السفير الكمبودي عند الأمم المتحدة على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن بلاده لم تبدأ التصعيد، متسائلاً عن صعوبة قيام دولة صغيرة بمهاجمة دولة ذات قوة عظمى في المنطقة.
- موقف تايلندا ومبادرات الهدنة: أعلنت تايلندا عن استعدادها لوقف إطلاق النار، مع تأكيدها على ضرورة استعادة السلام، واستمرت في دعوة الطرف الآخر إلى ضبط النفس والحوار السلمي.
الإجلاءات والأثر الإنساني
- إجلاءات واسعة النطاق: فر أكثر من 58 ألف شخص من المناطق المتضررة، فيما أُجلي أكثر من 23 ألفاً من قبل السلطات الكمبودية، في محاولة لتجنب الخسائر البشرية وتجنب تدهور الأوضاع الإنسانية.
- اتهامات متبادلة وتوترات سابقة: اتهمت تايلندا كمبوديا باستخدام الذخائر العنقودية، إلا أن الأخيرة نفت ذلك، وأكدت على أن النزاع مرتبط بحسابات تاريخية وخرائط متباينة للحدود استناداً إلى معاهدات قديمة.
الخلفية التاريخية للنزاع والأسباب الجذرية
يعود أصل النزاع إلى تفسيرات مختلفة لمعاهدات “فرانكو-سيامية” في أوائل القرن العشرين، والتي حددت الحدود بين البلدين. وعلى الرغم من أن العلاقات كانت مستقرة نسبياً منذ المواجهة الدامية عام 2011، إلا أن النزاع الحالي يستمد جذوره من خلافات طويلة الأمد حول الأراضي التاريخية وأماكن العبادة والحدود التي لا تزال غير محسومة بشكل نهائي.