اخبار سياسية
القربي لـ”الشرق الأوسط”: أوصلت رسالة أخيرة لصدام فكان ردّه “هذه معركة كرامة الأمة”

تجربة وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي خلال الفترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر
في ظل التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة والعالم بعد حوادث 11 سبتمبر 2001، كانت لليمن وللساحات العربية المضطربة أدوار مهمة في مواجهة الإرهاب وإعادة ترتيب الأولويات السياسية والأمنية. وفي هذا السياق، يقدم أبو بكر القربي، الذي تولى منصب وزير خارجية اليمن من 2001 إلى 2014، شهادة حية عن تلك المرحلة والتحديات التي واجهها اليمن والمنطقة.
الأحداث المباشرة واستقبال الخبر
- أثناء زيارة رسمية في برلين، فوجئ القربي وأعضاء الوفد الألماني بالخبر المفجع، مما دفعهم لإلغاء فعاليات كانت مقررة والنقاش في تداعيات الهجمات على المنطقة.
- لم يكن الرئيس علي عبد الله صالح حاضراً حينها، ولكن بعد الحادثة، أدرك مدى التأثير عليها، خاصة بعد حادثة “كول” في عدن، والتي وضعت اليمن على خارطة الإرهاب.
المرور بتحديات العلاقات الدولية والإجراءات اليمنية
- عقب عودة القربي إلى اليمن، تصدر موضوع الهجمات أولويات المناقشات مع الرئيس صالح، حيث تم ترتيب زيارة سريعة إلى واشنطن لضمان عدم تصنيف اليمن كبؤرة للقاعدة.
- شهد اللقاء بين صالح وبوش محاولة من الأخير لإقناع صنعاء بأن اليمن ليست مركزاً للإرهاب، مع التركيز على التعاون لمكافحة عناصر القاعدة داخل اليمن.
- اتخذت اليمن إجراءات أمنية، من بينها ملاحقة الجماعات المتورطة، وبدأ التعاون الأمني مع واشنطن، رغم رفض اليمن مشاركة التحقيقات بشكل مباشر، مع استمرار تبادل المعلومات.
إشكاليات سياسية وعلاقات إقليمية ودولية
- موقف اليمن من التدخلات الأميركية في أفغانستان والعراق، حيث كانوا يدركون خطورة المشروع الأميركي، ويحاولون التوازن بين التعاون والتحفظ.
- بالنسبة لغزو العراق، قام القربي بوساطة عبر الجامعة العربية، وأرسل رسالة إلى صدام حسين قبل العدوان، حاثاً على الحفاظ على وحدة العراق، ولكن الصدام رد بأن المعركة معركة كرامة الأمة، ولم يظهر مرونة في قبول المطالب الدولية.
- شهدت العلاقات مع العراق توتراً بعد إعدام صدام حسين، حيث عبر صالح عن استيائه من طريقة الإعدام، معتبرًا إياها حداً منطقياً من روح الانتقام.
العلاقات الشخصية والسياسية مع الزعماء العرب والأجانب
- ارتبطت علاقة قوية بين صالح وملوك وأمراء عرب، خاصة مع الملك عبد الله في السعودية، الذي كانت تربطه بصنعاء علاقات ثقة عالية، إضافة إلى علاقات جيدة مع رئيس الوزراء الإثيوبي خلال أزمة إريتريا.
- أما علاقاته مع الزعماء الغربيين، فكانت محدودة، مع إعجابه بالرئيس الروسي بوتين وتقديره للدور الذي يمكن أن تعود به روسيا في المنطقة.
- وعن العلاقات مع زعماء آخرين، ذكر القربي إعجاباً بالوزير عمرو موسى وحسن إدارته للملف العربي في جامعة الدول العربية، مع تقديره لشخصيات القيادات العربية الأخرى.
الأدوار العسكرية والاقتصادية الخارجية
- رافق صالح في رحلات إلى الخارج، منها زيارته لروسيا عام 2008، حيث بحث التعاون في مجالات التسلح، مع عرض عسكري حديث، وتطلعات اليمن للانضمام إلى مشاريع طريق الحرير الصيني، إلا أن الظروف حالت دون التنفيذ.
- كما أبدى اهتماماً كبيراً بالعلاقات مع الصين، التي كانت تدرس الاستثمار في اليمن، وخططت لتقديم مليار دولار كقرض لمشاريع تنموية، ولكن توقفت بسبب الأوضاع السياسية.
التجارب الشخصية مع وزراء الخارجية العرب والأجانب
- أعرب القربي عن تقديره للأمير سعود الفيصل، ووصفه بالحكيم والصبور، كما أشاد بكفاءة وزراء خارجية آخرين مثل يوسف بن علوي ومصطفى عثمان إسماعيل.
- فيما يخص علاقاته مع شخصيات مثل عبد الرحمن شلقم وعمرو موسى، أكد تواصله معهم واعتزازه بمواقفهم ودورهم في دعم القضايا العربية.
- أما عن الشعر، فاختار المتنبي، لأنه يحمل قيماً حكيمة وواقعية تلهمه في حياته السياسية والشخصية.
وفي النهاية، يظهر القربي أن تجربته ومعايشته للأحداث أعطته فهمًا عميقاً عن التحديات والأولويات، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي والدولي، مستعرضاً الوقائع من خلال شهادته الحية وما عايشه من أحداث مهمة في زمن تحولات وتقلبات كبرى.