اخبار سياسية
القربي لـ”الشرق الأوسط”: أرسلت رسالة أخيرة إلى صدام وقال لي «هذه معركة كرامة الأمة»

تجربة وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر وتأثيرها على اليمن والمنطقة
في لحظة غيرت مسار التاريخ، حين أصوات الطائرات تنفجر في سماء نيويورك، كان لليمن وزراؤها وقيادتها موقف مختلف وتداعيات متعددة. خلال مقابلة موسعة، يشارك أبو بكر القربي، الذي تولى منصب وزير الخارجية في اليمن منذ أبريل 2001 وحتى 2014، تجربته الشخصية ومناقشاته مع أبرز الزعماء العرب والأجانب في تلك الفترة الحساسة.
مقدمة عن اللحظة الفاصلة وتأثيرها على اليمن
- عندما شهد العالم هجمات 11 سبتمبر 2001، كان القربي في برلين، حيث فوجئ بالأخبار أثناء مأدبة غداء مع وزير الخارجية الألماني.
- تغيرت الصورة بالنسبة لليمن بعد حادثة تفجير المدمرة يو إس إس كول في عدن عام 2000، حيث وُضع اليمن في دائرة الارهاب.
- إجراء زيارات سريعة إلى واشنطن لطمأنة الإدارة الأمريكية، مع التركيز على أن اليمن ليست بؤرة لـالقاعدة.
مباحثات اليمن مع واشنطن والأحداث التي أعقبت الهجمات
- لقاء الرئيس علي عبد الله صالح مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض، والذي وُصف بأنه نوع من المواجهة لمحاولة إقناع أمريكا بعدم تحميل اليمن مسؤولية مباشرة للهجمات.
- حيث أُكد على أن اليمن ملتزم بمحاربة الإرهاب، وبدأت إجراءات أمنية داخل اليمن لمواجهة الجماعات الإرهابية، على الرغم من رفض اليمن مشاركة التحقيقات بشكل كامل مع الولايات المتحدة.
- تم تبادل معلومات أمنية بين الأجهزة اليمنية والأمريكية لتعزيز التعاون لمواجهة الإرهاب.
موقف اليمن من التدخل الأمريكي والحملات العسكرية
- توقع اليمن أن أمريكا سترد على الهجمات بتحرك عسكري سريع، إلا أن التسرع أدى إلى تعقيدات لاحقة، خاصة في أفغانستان والعراق.
- الرئيس صالح كان يدرك خطورة الموقف الأمريكي على اليمن والمنطقة، وحاول تجنب الاستفزازات التي قد تؤدي لمواجهات مباشرة.
التحضيرات للعدوان على العراق ودور اليمن
- تواصل القربي مع صدام حسين قبل الغزو الأمريكي للعراق، حاملاً رسالة من الرئيس صالح تتعلق بالحفاظ على وحدة العراق وتجنب الحرب.
- موقف العراق كان واضحاً في رفض المطالب الأمريكية، مع تأكيد صدام حسين أن المعركة هي دفاع عن كرامة الأمة، وهو ما قوبل برد قوي من قبل القيادة اليمنية المتمثلة في صالح.
الانقسامات العربية وتحركات القادة
- دور اليمن في توحيد الموقف العربي من الغزو، ومحاولة إقناع صدام بالحفاظ على العراق، مع إدراك أن اتخاذ القرارات هو من مسؤولية شخصية، وهو ما أزعج بعض القادة العرب، بسبب تفرد صدام بالرأي.
- تجربة العلاقات مع الرئيسين صدام حسين وصالح كانت تحمل طابعاً شخصياً قوياً، لكن مع ذلك، كانت السياسة تتطلب أحياناً قرارات فردية تحمل مخاطر كبيرة.
علاقات اليمن مع قادة العرب والأصدقاء الإقليميين والدوليين
- علاقات متميزة مع الملك عبد الله من السعودية، وتحركات لتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات الإقليمية.
- علاقات جيدة مع رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي، خاصة حول قضايا إريتريا والجزر اليمنية، إضافة إلى علاقات محدودة مع نظام الأسد في سوريا، وتوتر خفيف مع ليبيا بعد مواقف القذافي من اليمن ومنطقة الخليج.
زيارات مهمة ومناسبات دولية
- زيارة موسكو والتعاون مع الرئيس بوتين، خاصة في تزويد اليمن بالسلاح، حيث أبدى بوتين اهتماماً كبيراً واعتبر صالح من الرؤساء العرب المقربين لموسكو.
- جهود تعزيز العلاقات مع الصين، خاصة عبر مشروع طريق الحرير، والذي كان يمنح اليمن فرصة للاستثمار والتنمية، على الرغم من تعثر تنفيذ بعض المشاريع.
تجارب وزراء الخارجية العرب وعلاقاتهم التاريخية
- شخصيات بارزة مثل الأمير سعود الفيصل، يوسف بن علوي، مصطفى عثمان إسماعيل، وعلاقتهم المتميزة والرصينة مع اليمن، حيث كان لهم دور في تفعيل العمل العربي المشترك.
- تحدث عن شخصيات مرموقة مثل عبد الرحمن شلقم وعمرو موسى، معبراً عن الإعجاب بحكمتهم وأدوارهم في دعم القضايا العربية.
الشعر والذاكرة الشخصية
- حب المتنبي، الذي يحمل في أشعاره حكماً وقيمًا تعبر عن تجاربه الشخصية ورؤيته للحكمة والكرامة.
تمثل هذه التجربة التي مر بها أبو بكر القربي تذكاراً لمرحلة حاسمة في تاريخ المنطقة، حيث تداخلت السياسات، العلاقات الدولية، والمواقف الشخصية في رسم ملامح تحولات العرب في تلك الحقبة.