تايلندا وكمبوديا تتبادلان القصف المدفعي العنيف مع استمرار الاشتباكات لليوم الثاني

تصاعد التوترات بين تايلندا وكمبوديا مع استمرار الاشتباكات على الحدود
تشهد الحدود بين تايلندا وكمبوديا تصعيداً عسكرياً مستمراً، حيث تبادل الطرفان إطلاق نيران المدفعية الثقيلة في أعقاب أسوأ مواجهات بينهما منذ أكثر من عقد، مما يثير قلق المجتمع الإقليمي والدولي حيال خطر اندلاع نزاع أوسع.
تفاصيل الاشتباكات والتطورات الميدانية
- تبادلت القوات التايلندية والكمبودية، الجمعة، إطلاق النار في مناطق حدودية متنازع عليها، مع استمرار القتال لليوم الثاني على التوالي.
- قالت القوات التايلندية إن كمبوديا استخدمت المدفعية وأنظمة صواريخ روسية الصنع من نوع BM-21، فيما ردت القوات التايلندية بنيران مناسبة وفق التقديرات التكتيكية.
- وقوع اشتباكات قبل الفجر في مقاطعتي أوبون راتشاثاني وسورين، وإجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المتأثرة بالنزاع.
ردود الأفعال وتحذيرات من التصعيد
- أكد المسؤولون التايلنديون أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى حرب على نطاق أوسع، مع تحذيرات من مسؤولين عسكريين حول احتمالية اندلاع نزاع شامل.
- أشارت التصريحات إلى أن الصراعات بدأت في منطقة حدودية متنازع عليها، وتطورت من مواجهات بأسلحة خفيفة إلى قصف عنيف على عدة مواقع.
- أعلنت تايلندا عن استدعاء سفيرها في بنوم بنه، وطرد المبعوث الكمبودي، كرد فعل على مقتل جندي تايلندي وإلقاء اللوم على قوات كمبودية بزراعة ألغام أرضية.
عدد الضحايا والإجراءات العسكرية
- ارتفع عدد الضحايا التايلنديين إلى 15 قتيلاً، بينهم 14 مدنياً، و46 مصاباً، بينهم 15 من الجنود.
- أما في كمبوديا، فلم تتوفر تفاصيل عن الضحايا، لكن تقارير تشير إلى مقتل مدني وإصابة آخرين، مع إجلاء 1500 أسرة.
- وفي استجابة لذلك، أطلقت تايلندا 6 طائرات مقاتلة من نوع F-16 على قوات كمبودية، في تحرك عسكري غير معتاد يؤكد تفوقها في القوة العسكرية على جارها الذي لا يملك طائرات مقاتلة.
التدخلات الإقليمية والدولية
- حثّت الولايات المتحدة على وقف فوري للأعمال العدائية، مع دعوتها لوساطة لحل سلمي للأزمة، كما أبدت قلقها إزاء تصاعد الاشتباكات.
- عبّر المسؤولون الصينيون عن قلق عميق إزاء الهجمات، مؤكدين على علاقة البلدين الجارين بالصين وأهمية استقرار المنطقة.
- دعا رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، قيادتي البلدين إلى التهدئة، وأبدى استعداد بلاده لتسهيل المفاوضات ضمن إطار آسيان.
تاريخ التوترات الحدودية ودور الاتفاقيات التاريخية
يمتد تاريخ النزاعات بين تايلندا وكمبوديا إلى أكثر من مئة عام، حيث تعود جذورها إلى خرائط مستندة إلى معاهدات فرنسية-سيامية من بداية القرن العشرين، خلقت نزاعات حول المناطق غير المرسمة على طول الحدود بين البلدين. وعلى مدى السنوات، أدت خلافات على مناطق مثل معبد برياه فييهير إلى اشتباكات متكررة، وكان آخرها تصعيد مايو الماضي إثر مقتل جندي كمبودي خلال تبادل إطلاق النار، مما أدى إلى تدهور العلاقات.
تأثير النزاعات على السياسة المحلية والإقليمية
- أثرت الاشتباكات على السياسة الداخلية في تايلندا، حيث تم تعليق عمل رئيسة الوزراء بعد تحقيقات تتعلق بقضية الحدود، وتصاعدت الاحتجاجات بعد تسريب مكالمات هاتفية مع قيادات كمبودية سابقة.
- على الصعيد الإقليمي، دعت كمبوديا محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى التدخل، في حين أكدت تايلندا رفضها الاعتراف بسلطتها على النزاع.
يبقى الوضع متأرجحاً بين التصعيد والجهود الدبلوماسية، وسط أمل عالمي في تجنب تطور الصراع إلى حرب شاملة وتيسير عملية سلمية لحل النزاعات الحدودية المستمرة منذ قرون.