صحة

تحليل يُشير إلى أن 200 بروتين دماغي قد تساهم في تطور مرض الزهايمر

اكتشاف جديد يعزز فهم التدهور المعرفي المرتبط بالعمر

توصلت دراسة حديثة إلى أن أدمغة الفئران المسنة تحتوي على أكثر من 200 نوع من البروتينات المشوهة، والتي يُعتقد أنها تلعب دورًا رئيسيًا في تطور حالات الخرف والتدهور الإدراكي المصاحب للشيخوخة. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم أسباب التدهور المعرفي وتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية فعالة.

مفهوم التدهور المعرفي والفرق بين الأفراد

يمثل التدهور في القدرات الإدراكية، خاصة الذاكرة، سمة شائعة للشيخوخة، وغالبًا ما يظهر حتى في غياب الأمراض التنكسية العصبية. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص يحتفظون بقدرات معرفية عالية تقترب من قدرات الشباب، مما يعكس وجود سمات جزيئية خاصة تحفظهم من التدهور. دراسة فهم هذه السمات قد توفر أسسًا للعلاج والوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

التغيرات البروتينية ودورها في الأمراض التنكسية

السياق التاريخي للأبحاث

  • تتركز الأبحاث القديمة على نوعين من البروتينات: ‘أميلويد بيتا’ و’تاو’
  • هذه البروتينات تتجمع في ترسبات لزجة تضرّ بالخلايا العصبية وتعيق وظائف الدماغ

النتائج الجديدة من جامعة جونز هوبكنز

  • تُظهر الدراسة أن البروتينات المشوهة ليست مقتصرة على هذين النوعين فقط، بل توجد مئات البروتينات التي تتشوه بشكل دون أن تتجمع في التكتلات المعروفة
  • هذه البروتينات المشوهة تؤثر بشكل ملحوظ على أداء الدماغ، لا سيما في أجزاء مثل الحُصين المسؤول عن الذاكرة والتعلم المكاني

الطفرات والتشوهات البروتينية وتأثيرها على الوظائف الدماغية

حدّدت الدراسة أن أكثر من 200 نوع من البروتينات المشوهة كانت موجودة في أدمغة الفئران ذات الأداء الإدراكي الضعيف، بالمقارنة مع فئران ذات قدرات معرفية سليمة، الأمر الذي يعزز ارتباط التغيرات الهيكلية للبروتينات بتدهور الذاكرة مع التقدم في العمر.

مفهوم “الطي” والبنية البروتينية

ما هو الطي؟

  • عملية طبيعية يتحول فيها شريط الأحماض الأمينية إلى شكل ثلاثي الأبعاد محدد كوظيفة حيوية للبروتين
  • تتم تلقائيًا بمساعدة بروتينات مساعدة داخل الخلية
  • فشل هذه العملية قد يؤدي إلى فقدان وظيفة البروتين أو تسبب أمراضًا مثل الزهايمر والشلل الرعاش

البروتينات غير القابلة لإعادة الطي

  • تظهر نتيجة لفشل في تشكيل البنية الصحيحة وتكون غير قابلة للعودة إلى شكلها الطبيعي
  • تتراكم داخل الخلايا مسببة اضطرابات خلوية خطيرة، وترتبط بأمراض تنكسية متعددة
  • تلك البروتينات تؤدي إلى خلل في التوازن البروتيني وتراكم التكتلات غير القابلة للذوبان

تحديات وآفاق المستقبل في دراسة البروتينات المشوهة

تُظهر الدراسة أن بعض البروتينات المشوهة تتهرب من أنظمة مراقبة الجودة داخل الخلايا، مما يثير تساؤلات حول آليات الهروب والتشوه. يخطط الباحثون لاستخدام تقنيات متطورة لفهم التفاصيل البنيوية الدقيقة لهذه البروتينات بهدف تطوير علاجات تستهدف مجموعة أوسع من البروتينات المشوهة، بما يدعم جهود الحد من التدهور العقلي لدى كبار السن.

مبادئ أساسية حول البروتينات

  • البروتين هو جزيء ضخم يتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية
  • بالأساس، يلعب دورًا رئيسيًا في بناء العضلات، والإنزيمات، والهرمونات، والأجسام المضادة
  • كل بروتين له ترتيب معين من الأحماض الأمينية يحدد وظيفته داخل الجسم

الدلالات العلمية والآفاق المستقبلية

تشير النتائج إلى أن التغيرات في تشكيل البروتينات، خاصة تلك غير القابلة لإعادة الطي، قد تكون سببًا رئيسيًا في التدهور الإدراكي، دون أن تتطلب تكوّن التكتلات المعهودة. ويُعزز ذلك أهمية فهم الآليات البنيوية لوظائف البروتينات وتأثيرها على صحة الدماغ، ما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأمراض التنكسية وتحسين جودة حياة المسنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى