اخبار سياسية

واشنطن تعلن مرة أخرى انسحابها من “اليونسكو” بسبب تعارضها مع مبدأ “أميركا أولاً”

انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو وتأثيراته المستقبلية

شهد العالم اليوم تطورات مهمة في العلاقات بين الولايات المتحدة ومنظمة اليونسكو، حيث أعلنت الحكومة الأميركية عن قرارها بالانسحاب من المنظمة، وهو ما أثار ردود فعل متعددة على الصعيدين الدولي والمحلي. تأتي هذه الخطوة في سياق مراجعة واسعة لمشاركة واشنطن في المؤسسات الدولية التي تعتبرها غير ملائمة للمصالح الوطنية الأمريكية وتوجهاتها السياسية.

موقف الولايات المتحدة من اليونسكو

تصريحات الحكومة الأمريكية

  • قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن المنظمة تركز على قضايا اجتماعية وثقافية تثير الانقسام، بالإضافة إلى تركيزها المفرط على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو ما يتعارض مع سياسة الأولوية الوطنية التي تتبعها الولايات المتحدة.
  • نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أكدت أن قرار سحب الولايات المتحدة يأتي نتيجة لميل المنظمة إلى تبني أجندة تركز على قضايا مستيقظة وتبني مواقف مناهضة لأميركا وإسرائيل، وهو الأمر الذي لا يتوافق مع السياسات الأمريكية.

ردود فعل المنظمة الدولية

  • أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، أسفها العميق لهذا القرار، مشيرة إلى أنه سيدخل حيز التنفيذ بنهاية ديسمبر 2026، وأنه يعكس توترات سياسية عابرة تحكم العلاقات بين الطرفين.

تاريخ الانسحابات وتأثيرها

مراجعات سابقة وقرارات من الماضي

  • هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الولايات المتحدة قرارًا بالانسحاب من اليونسكو، إذ سبق أن انسحبت خلال فترة رئاسة ترامب، ثم عادت إلى المنظمة في عهد بايدن، قبل أن تعيدها مرة أخرى بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
  • كما أوقفت واشنطن التمويل لمنظمات دولية أخرى مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ضمن مراجعتها المستمرة لمشاركتها في المنظمات الدولية.

تأثير الانسحابات على المنظمة

  • تساهم الولايات المتحدة بنسبة تقترب من 8% من الميزانية الإجمالية لليونسكو، وهو انخفاض كبير عن النسبة السابقة التي كانت تقارب 20% قبل انسحاب ترمب الأول في 2018.
  • تأثر سمعة المنظمة ودعمها المالي، فضلاً عن قدرتها على تنفيذ برامجها في مجالات التراث العالمي والتعليم والتعاون الدولي.

الانتقادات الموجهة لليونسكو وسياساتها

انتقدت الإدارة الأمريكية عدة توجهات وسياسات داخل اليونسكو، منها:

  • إصدار المنظمة لقرارات ومبادرات تعتبرها واشنطن مناهضة لسياساتها، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة العنصرية وإعادة تشكيل مفهوم أدوار الرجال والنساء
  • ممارسات تعتبرها الصين استثماراً لنفوذها داخل المنظمة لدفع معايير تتلاءم مع مصالح بكين، مع تقليل أهمية الأقليات كالمسلمين الايجور.

الختام وتوقعات المستقبل

قرار الانسحاب يمثل خطوة أساسية في مسار تراجع المشاركة الأمريكية في المؤسسات الدولية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل التعاون الدولي في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، ويفتح الباب أمام مخاطر تراجع النفوذ الأمريكي وتأثيره على دعم التراث العالمي والإصلاحات الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى