بعد ستة عقود.. الاستخبارات الأميركية تكشف عن الوثائق السرية لاغتيال مارتن لوثر كينغ الابن

إعادة فتح ملفات اغتيال مارتن لوثر كينج الابن بعد حوالي ستة عقود
بعد مرور أكثر من ستة عقود على اغتيال الزعيم الحقوقي الأميركي مارتن لوثر كينج الابن، أقدمت السلطات الأميركية على خطوة غير مسبوقة تمثلت في الإفراج عن آلاف السجلات السرية المتعلقة بهذه القضية. جاءت هذه المبادرة ضمن جهود الحكومة الأميركية للكشف عن حقائق خفية قد تزيل الغموض عن واحدة من أبرز الأحداث التي شكلت مسار التاريخ الأميركي الحديث.
تفاصيل الإفراج عن الوثائق السرية
- الوثائق التي تم الإفراج عنها تتجاوز 230 ألف صفحة، وكانت محفوظة منذ عقود وسط منشآت حكومية مختلفة.
- تشمل المحتويات مناقشات داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي حول خيوط محتملة للقضية، ومذكرات تفصيلية عن سير التحقيقات، بالإضافة إلى وثائق تتعلق بزميل جيمس إيرل راي السابق الذي أقرّ بأنه ناقش معه مؤامرة مزعومة لاغتيال كينج.
- السجلات تتضمن أيضاً وثائق لوكالة المخابرات المركزية تتعلق بمحاولة تحديد مكان راي الذي فرّ قبل أن يُلقى القبض عليه ويثبت تورطه في العملية.
ردود الفعل والأهمية الوطنية
مديرة الاستخبارات الوطنية أكدت أن الشعب الأميركي انتظر لما يقرب من 60 عاماً ليتمكن من الاطلاع على التحقيقات الكاملة في اغتيال كينج. كما أتيحت فرصة مراجعة هذه الملفات لأقارب كينج قبل نشرها للجمهور، مع دعوات للتحلي بالحكمة والتعاطف أثناء التعامل مع المحتوى، احتراماً للحزن العميق الذي يعيشه أفراد العائلة.
خلفية تاريخية حول العلاقة مع الشيوعية
- خلال الخمسينيات والستينيات، احتفظ مكتب التحقيقات الاتحادي بملفات عن كينج واتهمه زوراً بصلات مشبوهة بالشيوعية، خاصةً خلال الحرب الباردة. وقد اعترف المكتب مؤخراً أن بعض تلك الممارسات كانت تجاوزات وتعديّات في سياسته.
ردود فعل عائلة كينج وحقوقهم في الاطلاع
أعرب أفراد العائلة، بمن فيهم ابناه بيرنيس ومالكوم، عن تطلعهم لمراجعة الملفات قبل نشرها، مؤكدين أهمية التعامل معها بحذر واحترام لمشاعرهم. وقالت ابنة شقيقة كينج، ألفيدا، إن نشر هذه الوثائق يمثل خطوة مهمة نحو كشف الحقيقة.
القرارات الرئاسية وإفشاء الأسرار
في أعقاب استعادته لمنصبه، أصدر الرئيس السابق دونالد ترمب تعليمات برفع السرية عن مجموعة من السجلات، منها تلك المتعلقة باغتيال الرئيس جون كينيدي، واغتيال نجم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، بالإضافة إلى اغتيال السيناتور روبرت كينيدي. وهذه الوثائق فتحت الباب أمام تساؤلات واسعة حول ملابسات تلك الجرائم وما إذا كانت هناك مؤامرات أوسع من مجرد أحداث فردية.
عملية اغتيال مارتن لوثر كينج
- وقع الحادث في 4 أبريل 1968، عندما استُهدف كينج برصاص أثناء وقوفه على شرفة فندق لورين في ممفيس، بولاية تينيسي، وتوفي لاحقا متأثراً بجراحه عن عمر يناهز 39 عاماً.
- كان كينج قد أصبح رمزاً للحراك الحقوقي، إلى جانب قضايا العدالة الاجتماعية والسلام، وواجه خلال حياته العديد من التحديات والعقبات، التي أدت إلى استهدافه من قبل جهات لم تكن تتقبل مطالبه.
ملابسات التحقيق والمحاكمات
في عام 1969، اعترف جيمس إيرل راي، الذي فر من سجن في ميزوري، بأنه المسؤول عن اغتيال كينج. ألقي القبض عليه في لندن، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وتوفي في عام 1998 متأثراً بمشاكل صحية. تحقيقات الحكومة الأميركية أكدت أن دوافع راي كانت عنصرية بحتة، وأن العملية كانت نتاج خلفية عميقة من التوترات العنصرية في تلك الفترة.