اخبار سياسية
خبير إسرائيلي في الهولوكوست يُشبه الأحداث في غزة بالإبادة الجماعية

تصعيد العمليات الإسرائيلية في غزة وتوصيفها كإبادة جماعية
ألقى البروفيسور أومير بارتوف، أحد أبرز الخبراء الدوليين في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية وأستاذ التاريخ في جامعة براون الأميركية، الضوء على التطورات الأخيرة في قطاع غزة، مؤكداً أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة هناك تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
تصريحاته وتحليله للحدث
- كتب بارتوف مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز”، أكد فيه أنه نشأ في بيئة صهيونية وخدم كضابط في الجيش الإسرائيلي قبل أن يكرس حياته للدراسة الأكاديمية لجرائم الحرب، مع تخصص في الهولوكوست.
- وأوضح أنه، على الرغم من امتناعه في البداية عن استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية”، إلا أن حجم الدمار والأساليب العسكرية بحلول منتصف 2024 لم يترك أمامه خياراً سوى الاعتراف بأنها عملية إبادة جماعية.
- وصرح: “لقد درست الإبادة الجماعية لمدة 25 عاماً وأعرفها حين أراها”.
الأدلة والأحداث الدالة على الإبادة الجماعية
- أشار بارتوف إلى الدمار الواسع للبنية التحتية في غزة، والعمليات المتعمدة للتجويع، والتهجير الجماعي، والتصريحات العلنية من مسؤولين إسرائيليين تدعو إلى محو غزة أو إبادتها بشكل كامل، وتطابق جميعها التعريف القانوني للإبادة الجماعية وفق اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
- ذكر تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين الوصف الفلسطينيين بـ”حيوانات بشرية”، مع تأكيد أهمية “محو غزة عن وجه الأرض”.
دعم الخبراء الدوليين وتأكيدات المجتمع الحقوقي
- ينضم بارتوف إلى قائمة متزايدة من الخبراء في القانون الدولي ودراسات الإبادة، من بينهم خبيرة الأمم المتحدة فرنشيسكا ألبانيز والعالم القانوني ويليام شاباس، الذين يرون أن الأحداث في غزة لا توصف إلا بأنها إبادة جماعية.
- كما أصدرت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص.
الإحصائيات والأرقام الصادمة
- نقل بارتوف عن مصادر إسرائيلية وفلسطينية أن قوات الاحتلال قتلت أكثر من 58 ألف فلسطيني، بينهم 17 ألف طفل، ودمرت أكثر من 174 ألف مبنى، إضافة إلى مئات الجرحى والمشوهين.
- وصف ذلك بأنه “سياسة ممنهجة” تهدف إلى جعل الحياة في غزة مستحيلة، موضحا أن العمليات العسكرية ليست ضد جيش منظم، بل هي جهد هدم وتطهير عرقي.
انتقادات للمؤسسات الأكاديمية ومخاوف من تزييف التاريخ
- انتقد بارتوف صمت المؤسسات الأكاديمية والمتاحف الخاصة بدراسات الهولوكوست تجاه ما يحدث، محذراً من تهديد جوهر الرسالة الأخلاقية لهذه الدراسات.
- ويعتبر أن محاولة وصف الانتقادات أو الاتهامات لإسرائيل بالإبادة الجماعية بأنها معاداة للسامية، خطأ يهدد شرعية البحث العلمي والتاريخي.
استغلال الهولوكوست كغطاء أخلاقي وضرورة إعادة التفكير
- حذر بارتوف من أن استخدام ذكرى الهولوكوست كغطاء أخلاقي لتبرير الجرائم ضد الفلسطينيين يشوه المفهوم، ويهدد شرعية دراسة الإبادات الجماعية.
- وفي الختام، وجه رسالة حاسمة قائلاً إن إسرائيل ستواجه يوماً ما عواقب مسارها الحالي، وأن الحل يكمن في إعادة النظر الجذرية في العلاقة مع الفلسطينيين، والاعتراف المتبادل بالكرامة والعدالة والأمل في السلام.