اقتصاد

الخوف من الدولار يدفع الدول الناشئة إلى الاستثمار في سندات اليورو

توجهات سوق السندات في الأسواق الناشئة وتفاعلها مع سوق اليورو

يشهد سوق السندات في الأسواق الناشئة حركة غير مسبوقة، حيث يتجه المقترضون نحو إصدار سندات مقومة باليورو بوتيرة أسرع من أي وقت مضى منذ أكثر من عقد، مستفيدين من ارتفاع الطلب على التنويع بعيداً عن الدولار الأميركي. ويعكس ذلك تغيرات في استراتيجيات التمويل وتغيرات في مواقف المستثمرين تجاه العملات والأدوات المالية الدولية.

السياق والاتجاهات الحالية

  • شهدت سوق السندات المقومة باليورو نمواً قياسياً، حيث بلغ حجم الإصدارات من قبل الشركات والحكومات في الأسواق الناشئة 89 مليار يورو حتى منتصف يوليو، وهو أعلى مستوى منذ عام 2014.
  • تتصدر أوروبا الشرقية، مع دول مثل بولندا ورومانيا، هذه الإصدارات، حيث تجاوزت قيمة الإصدارات 21 مليار يورو، فيما دخلت دول أخرى مثل شيلي وكوريا الجنوبية والصين إلى السوق خلال الأشهر الأخيرة.
  • أدى فوز مرشح وسط في الانتخابات الرئاسية الرومانية إلى انتعاش سوق سنداتها، فيما استغلت بلغاريا تصنيفات ائتمانية محسنة لجمع 3.2 مليار يورو بعد ترقية تصنيفاتها، واستفادت بولندا من النمو الاقتصادي السريع لإصدار سندات خضراء لأول مرة منذ 7 سنوات.

تفضيلات المستثمرين والتحول من الدولار

  • يتجه المستثمرون بشكل متزايد نحو تنويع مصادر التمويل، مع تفضيل سندات اليورو على نظيرتها الدولارية، خاصة مع انخفاض مؤشر الدولار بنحو 8% هذا العام، وتدهور التوقعات بشأن الطلب على العملة الأميركية.
  • مثلاً، يفضل مديرو المحافظ الاستثمارية مثل ماثيو غريفز سندات اليورو الصادرة عن ساحل العاج، نظراً للفارق الجذاب في العائد مقارنةً بالسندات الدولارية ذات المدة نفسها.

مقارنة أداء سندات اليورو بالدولار

  • أظهر تحليل من خبراء في “غولدمان ساكس” أن سندات اليورو تفوقت بشكل طفيف على نظيراتها الدولارية من حيث الأداء بعد أسبوع من الإصدار، مع توقعات باستمرار هذا الاتجاه في ظل تقلص النمو الأميركي وتراجع قيمة الدولار.
  • يشجع ذلك المستثمرين على التركيز على القيمة النسبية، حيث يفضلون بعض السندات ذات العوائد الأفضل، مثل سندات بولندا، المغرب، المجر، والمكسيك، التي تعتبر أكثر جاذبية للتخفيف من الاعتماد على الدولار.

الفرص لأسواق جديدة

  • بفضل التوجه نحو تنويع أدوات التمويل، تنظر دول مثل البرازيل وكولومبيا والبوسنة والهرسك، ومصر، لإصدار سندات مقومة باليورو للمرة الأولى أو لأول مرة منذ سنوات، كجزء من استراتيجياتها لتقليل الاعتماد على الدولار.
  • على الرغم من بقاء الدولار العملة الأساسية للتمويل في الأسواق الناشئة، إلا أن اليورو يوفر سوقاً أوسع وأماناً أكبر كمصدر بديل.

مستقبل سوق السندات المقومة باليورو

يتوقع الخبراء استمرار ارتفاع إصدارات السندات المقومة باليورو، حيث تتراجع المرحلة الاستثنائية للنمو في أميركا مع انخفاض قيمة الدولار، مما يعزز من جاذبية أدوات التمويل الأوروبية. ويؤكد المراقبون أن الطلب على ديون الأسواق الناشئة لن يتراجع بسرعة، مع استمرار الحاجة إلى تنويع محافظ التمويل وتخفيف المخاطر المحتملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى