خبير إسرائيلي في الهولوكوست: ما يجري في غزة هو إبادة جماعية

تأكيدات دولية عن طبيعة العمليات العسكرية في غزة وأثرها على الفلسطينيين
في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة، أُثيرت العديد من المناقشات حول طبيعة العمليات العسكرية وأثرها المحتمل على السكان المدنيين. حيث عبّر خبراء دوليون وأكاديميون عن رؤاهم وتحليلاتهم حول ما يجري، مع التركيز على الأبعاد القانونية والأخلاقية لهذه الأحداث.
آراء الخبراء حول العمليات الحالية في غزة
- البروفيسور أومير بارتوف: أحد المتخصصين الدوليين في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية، أكد أن الحملة العسكرية المستمرة في القطاع ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. كتب في مقالة نشرت بصحيفة أميركية عن خبرته، مشيراً إلى أن حجم الدمار والتصريحات الرسمية تشبه التصنيفات القانونية للإبادة الجماعية.
- تصريحات رسمية وتحديات قانونية: استشهد بارتوف بتصريحات لمسؤولين إسرائيليين تعتبر الفلسطينيين “حيوانات بشرية”، وإشارات إلى ضرورة “محو غزة من على وجه الأرض”. كما انضمت جهات دولية أخرى، مثل الأمم المتحدة وجنوب أفريقيا، إلى جانب من يدعون أن الوضع يتعدى الوصف ويصل إلى مستوى الإبادة.
التصعيد والدمار في غزة
أشار الكاتب إلى أرقام مقلقة نقلتها وسائل إعلام ومنظمات، تشير إلى مقتل أكثر من 58 ألف فلسطيني، بينهم 17 ألف طفل، وتدمير أكثر من 174 ألف مبنى، فضلاً عن معاناة آلاف الجرحى والمشوهين. يرى الخبراء أن هذه الأرقام تعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى جعل حياة السكان في غزة مستحيلة، حيث يتم تنفيذ عمليات هدم وتطهير عرقي بشكل منهجي.
الانتقادات للمنظمات الأكاديمية وحقوق الإنسان
انتقد البعض صمت المؤسسات الأكاديمية والمتاحف التي تختص بتاريخ الهولوكوست، معتبرين أن ذلك يمثل تهديدًا للرسائل الأخلاقية التي رُبّيت عليها دراسات الإبادة الجماعية. كما يرفض خبراء قانونيون وأكاديميون تحميل الحكومات والمنظمات مسؤولية انتقادات تشير إلى أن الأحداث الحالية قد تتوافق مع تعريف الإبادة الجماعية وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
استخدام ذكرى الهولوكوست وعبء التاريخ
يرى بارتوف أن هناك خطراً حقيقياً في استخدام ذكرى الهولوكوست كغطاء أخلاقي لتبرير الجرائم ضد الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي إلى تآكل شرعية جهود التعليم والبحث في مجال الإبادة الجماعية. ويدعو إلى إعادة التفكير الجذري في العلاقة مع الشعب الفلسطيني لتحقيق سلام عادل ومتساوٍ.
ختام وتوجيهات للمستقبل
يختتم الخبراء والمحللون مقالاتهم بالتأكيد على أن إسرائيل ستواجه يوماً عواقب هذا المسار المتمادي، وأن الحل الوحيد يتمثل في الاعتراف بحقوق الفلسطينيين والعيش بكرامة وعدالة. ويؤكدون أن التحرر من عبء التاريخ قد يكون مؤلماً، لكنه ضروري لبناء مستقبل يسوده السلام والتعايش المتساوي.