تزايد القلق من الدولار يدفع الدول الناشئة نحو سندات اليورو

اتجاه متزايد لاقتراض الأسواق الناشئة عبر سوق السندات المقومة باليورو
تشهد الأسواق الناشئة طفرة في إصدار السندات المقومة باليورو، مما يعكس توجه المستثمرين نحو تنويع مصادر التمويل بعيداً عن الدولار الأميركي، خاصة مع تنامي الطلب على تنويع المحافظ الاستثمارية وتقليل الاعتماد على العملة الأمريكية.
السوق والخصائص الحالية
- شهدت سوق السندات المقومة باليورو في الأسواق الناشئة ارتفاعاً غير مسبوق منذ أكثر من عقد، مع زيادة في الإصدار وتوافد مستثمرين جديدين غير مخصصين تقليديًا لهذا السوق، في ظل تحسين جودة التصنيف الائتماني للمقترضين.
- رغم أن حصتها من إجمالي إصدارات الأسواق الناشئة لا تزال صغيرة، فإن توقعات الحفاظ على حجمه مرتفعة من حيث القيمة المطلقة والنسبية، مقارنة مع السندات المقومة بالدولار.
آراء وخبرات السوق
قال ستيفان فايلر، رئيس أسواق رأس المال في بنك عالمي يعمل في منطقة أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا: “هذه هي اللحظة المثالية لإصدار سندات باليورو، حيث يتجه المقترضون نحو تنويع أسواقهم واستكشاف خيارات جديدة.” كما أشار إلى أن انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 8% هذا العام، وتغيرات السياسات الأمريكية أدت إلى تراجع الطلب على العملة الأميركية، مع مؤشرات على استمرار هذا الاتجاه في المستقبل.
إصدارات قياسية وتوجهات حديثة
- بلغ إجمالي إصدارات السندات المقومة باليورو من قبل الشركات والحكومات في الأسواق الناشئة حتى منتصف العام الحالي حوالي 89 مليار يورو، وهو أعلى مستوى منذ 2014، مع تفوق الإصدارات الحكومية على إجمالي إصدارات العام الماضي.
- شهدت دول مثل بولندا ورومانيا وشيلي وكوريا الجنوبية والصين نشاطاً ملحوظاً في السوق، بدعم من نتائج الانتخابات وتحسين التصنيفات الائتمانية والترقيات إلى مناطق اليورو.
مقارنة وجاذبية السندات
أجرى محللون من مؤسسات مالية مرموقة مقارنة بين السندات المقومة باليورو والدولار التي أصدرتها نفس الدول، وتبين أن السندات المقومة باليورو تفوقت قليلاً في الأداء بعد أسبوع من الإصدار. وأوضحوا أن التوقعات تشير إلى استمرار هذا الاتجاه مع انخفاض متوقع في قيمة الدولار وتراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
الاستفادة من القيمة النسبية ووجهات نظر المستثمرين
- يتجه المستثمرون، مثل بنك أوف أميركا، إلى المراهنة على ارتفاع قيمة سندات اليورو الرومانية طويلة الأمد، مقابل مواقف سلبية من السندات الدولارية المشابهة.
- رأي استراتيجيون من مؤسسات أخرى يعزز من جاذبية سندات بولندا والمغرب والمجر والمكسيك ذات المقام الأعلى ضمن الخيارات المتاحة للخروج من الاستثمار في ديون الدولار.
موجة الإصدرات وتوجهات مقترحة من المقترضين
في سياق تنويع مصادر التمويل، بدأت دول وشركات من الأسواق الناشئة تفكر في إصدار سندات بعملات مختلفة، مع توجهات لإصدار سندات باليورو ضمن خطط السنوات المقبلة، خاصة مع اهتمام البرازيل وكولومبيا وأخرى في البوسنة والهرسك ومصر بهذا الاتجاه.
قال ستيفان فايلر من بنك دولي: “الدولار سيظل العملة الأساسية، لكن اليورو يمثل خياراً حقيقياً بفضل عمق السوق وإمكاناته الكبيرة.”