صحة

ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام تخفض معدل الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 40%

الدراسة والأدلة على فوائد النشاط البدني طوال فترة البلوغ

كشفت دراسة منهجية حديثة تعتبر الأكبر من نوعها حتى الآن عن أدلة قوية ومقنعة على أن الالتزام بمستويات ثابتة أو متزايدة من النشاط البدني خلال فترة البلوغ يقلل بشكل كبير من مخاطر الوفاة لأسباب عامة وأمراض القلب والأوعية الدموية، بنسب تتراوح بين 20% و40%. وتؤكد النتائج أن ممارسة الرياضة تساهم بشكل فعال في تقليل احتمالية الموت المبكر الناتج عن الأمراض أو الحوادث أو التدهور الجسدي، مما يطيل عمر الإنسان ويحميه من أسباب الوفاة الرئيسية مثل أمراض القلب، السرطان، والسكتات الدماغية، ويعزز من فرص البقاء على قيد الحياة لفترة أطول بصحة جيدة.

الخمول البدني وأثره على الصحة

تعريف الخمول البدني وأهميته

  • الخمول البدني هو فترة من انخفاض إنفاق الطاقة أثناء اليقظة، مثل الجلوس أو الاستلقاء، ويرتبط بزيادة السمنة وضعف الصحة العامة.
  • يُعدّ حالياً رابع أكبر عامل خطر للوفاة على مستوى العالم، ويؤدي إلى مجموعة واسعة من الأمراض غير المعدية.

توصيات منظمة الصحة العالمية

  • ممارسة 150 إلى 300 دقيقة أسبوعياً من النشاط المعتدل الشدة، أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط الشديد، أو مزيج من الاثنين.
  • أي مستوى من النشاط يُعتبر مفيداً، والتقليل من وقت الجلوس مطلب مهم للجميع.

التحديات والتفاوتات العالمية

  • 31% من البالغين و80% من المراهقين لا يلتزمون بالمستويات الموصى بها من النشاط البدني.
  • تزداد مستويات الخمول مع تقدم العمر، و81% من المراهقين غير نشطين بدنياً، مع تفاوت بين الفتيات والفتيان.
  • تتأثر مستويات النشاط بحوامل متنوعة من عوامل فردية، اجتماعية، ثقافية، وبيئية.

مزايا النشاط البدني على المدى الطويل

خفض مخاطر الوفاة وأنواع الأمراض

  • ممارسة النشاط المنتظم تقلل من خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 40%، وتقليل خطر الوفاة من السرطان بنسبة 25%.
  • حتى من لم يحقق الحد الموصى به، تظهر فوائد كبيرة في تقليل مخاطر الوفاة.

الوظائف الفسيولوجية للصحة

  • تُعزز التمارين من حجم وكفاءة القلب، وتزيد من تدفق الدم، وتوسع الأوعية الدموية، مما يقلل ضغط الدم ويحد من تصلب الشرايين.
  • تؤدي إلى تحسين مستويات الكوليسترول، وتقليل الدهون الضارة، وزيادة الكوليسترول الجيد.
  • تحسن حساسية خلايا الجسم للأنسولين، وتخفف من مستويات السكر في الدم، مما يقي من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • تقلل من الالتهابات المزمنة وتوازن جهاز المناعة، مما يقلل من خطر الأمراض المزمنة كالسرطان والخرف.

التأثير على الدماغ والوظائف الإدراكية

  • تزيد التمارين من تدفق الدم إلى الدماغ، وتحفز نمو الخلايا العصبية، وتدعم صحة الذاكرة والوظائف المعرفية بشكل عام.
  • تقلل من خطر مرض الزهايمر والخرف، وتساعد في الحفاظ على القدرات العقلية مع التقدم في العمر.

حماية الكتلة العضلية وتقوية العظام

  • تمارين المقاومة تعزز إنتاج البروتين في العضلات، وتمنع فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالتقدم في العمر.
  • تدريبات الضغط الميكانيكي تُحفز نمو العظم، مما يقلل من خطر الكسور والهشاشة.
  • الحفاظ على القوة الجسدية يساهم في تقليل خطر السقوط، الذي قد يؤدي إلى تدهور كارثي في الحالة الصحية، خصوصاً بين كبار السن.

التوازن الهرموني والنوم وتحسين الحالة النفسية

  • التمارين تساهم في تنظيم عمل الهرمونات مثل الكورتيزول، الإندورفين، والدوبامين، وتعمل على تحسين جودة النوم.
  • الراحة والنوم الجيد يعززان تجديد الخلايا، ويقللان من مستويات التوتر، ويساعدان على تحسين الحالة النفسية والجسدية.

الخلاصة والتوصيات

تشير الدراسات إلى أن الوصول إلى الحد الموصى به من النشاط البدني، بغض النظر عن البداية المبكرة أو المتأخرة، يحقق فوائد صحية عظيمة. حتى النشاط المعتدل يضع الشخص في مسار صحي أفضل، ويقلل من خطر الوفاة المبكرة بشكل كبير. ويُؤكد الخبراء على أن النشاط البدني يجب أن يكون جزءاً طبيعياً من حياة الجميع، لا يقتصر على النخبة الرياضية، وأن حملات التوعية الصحية يجب أن تستهدف الجميع لتشجيع على النشاط المستمر والمعتدل للحفاظ على صحة مستدامة وجودة حياة عالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى