صحة

دراسة تكشف أن 200 بروتين دماغي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر

اكتشافات جديدة حول البروتينات ودورها في التدهور العقلي مع التقدم في العمر

تظهر نتائج دراسات حديثة أن الأدمغة تتعرض لتغيرات جزيئية مع التقدم في العمر، حيث يُلاحظ وجود أكثر من 200 نوع من البروتينات المشوهة في أدمغة فئران مسنة مرتبطة بالتدهور الإدراكي والخرف. هذه الاكتشافات تفتح آفاقًا جديدة لفهم أسباب التدهور العقلي وتحسين استراتيجيات الوقاية والعلاج.

تغيرات في البروتينات وتأثيرها على الدماغ

  • الاعتقاد السابق كان أن ترسبات البروتينات مثل “أميلويد بيتا” و”تاو” هي المسؤولة الوحيدة عن تدهور الدماغ في مرض ألزهايمر، إلا أن الدراسات الحديثة تظهر أن البروتينات المشوهة تتعدى ذلك بكثير.
  • البروفيسور ستيفن فريد من جامعة جونز هوبكنز أشار إلى أن مئات البروتينات تتشوه دون أن تتجمع في ترسبات، إلا أنها تؤثر بشكل مباشر على الأداء العقلي.

الأبحاث والتحليل على أدمغة الفئران

  • تم تحليل أدمغة 17 فأرًا بسن عامين، وتبين أن 7 منها تعاني من ضعف في الأداء الإدراكي، بينما كانت الأخرى سليمة.
  • ركزت الدراسة على منطقة الحُصين، وهي المسؤولة عن الذاكرة والتعلم المكاني، وتم تقييم أكثر من 2500 نوع من البروتينات، مع التمييز بين البروتينات المشوهة والسليمة.

النتائج ودلالاتها

  • تم تحديد أكثر من 200 نوع من البروتينات المشوهة في أدمغة الفئران التي أبدت ضعفًا إدراكيًا، مقارنة بالبروتينات السليمة في الفئران ذات الأداء الطبيعي.
  • يشير هذا إلى علاقة قوية بين التشوهات البروتينية وتدهور الذاكرة المرتبط بالعمر، خاصة البروتينات التي تفقد قدرتها على الطي بشكل صحيح بعد الضرر.

مفهوم الطي والبروتينات غير القابلة لإعادة الطي

  • الطي هو العمليات التي يتحول فيها شكل البروتين من سلسلة الأحماض الأمينية إلى بنية ثلاثية الأبعاد تحدد وظيفته.
  • في حالة فشل عملية الطي، تتجمع البروتينات بشكل غير طبيعي وتشكل تكتلات، أو تفقد بنيتها دون التراكم، مما يسبب اضطرابات خلوية وأمراضًا مثل الزهايمر وباركنسون.
  • البروتينات غير القابلة لإعادة الطي تفشل في استعادة بنيتها الأصلية حتى بعد عزلها عن البيئة، وهي سبب رئيسي في اضطرابات التدهور العقلي.

آفاق البحث والعلاج

  • البحث يركز الآن على تحديد التشوهات البنيوية الدقيقة للبروتينات المشوهة، باستخدام تقنيات المجاهر عالية الدقة للتمكن من فهم الآليات التي تمر بها.
  • هدف الدراسة ليس فقط فهم أسباب التدهور، وإنما تطوير علاجات تستهدف مجموعة أوسع من البروتينات المشوهة، وليس فقط “أميلويد بيتا” و”تاو”.
  • ورغم أن النتائج حالياً رصدية، إلا أنها توحي بوجود علاقة أساسية بين سوء طي البروتينات وتدهور الأداء العقلي مع التقدم في العمر، مما يفتح آفاقًا لاستراتيجيات وقائية وعلاجية مستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى