اخبار سياسية
اللقاء المباشر بين الأسد وجنبلاط: مناظرة وتصادم (5-6)

محاضر اجتماعات الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط خلال الحرب الأهلية اللبنانية
تُعَرض هنا جزءًا من سجلات ومستندات توثيقية تكشف تفاصيل اللقاءات والحوارات التي جرت بين حافظ الأسد وجمال جنبلاط أثناء اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، والتي تركز على سياسة سوريا في لبنان، والتحديات الطائفية، والخلافات الإستراتيجية بين الطرفين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع على الأرض وتأثيراتها على المشهد السياسي اللبناني.
ملخص اللقاءات والخلفية التاريخية
- شهدت العلاقات بين سوريا ولبنان توترات كبيرة خلال الحرب الأهلية، كانت تمثل سلسلة من اللقاءات والمشاورات بين القيادات السورية واللبنانية لمناقشة سُبل الحلول وتخفيف التوترات.
- يبرز الاجتماع الأخير بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط كصورة حية لمستوى التباين في الرؤى والمصالح بين الطرفين، وما أدى إليه ذلك من تقاطع في المواقف وتحولات في استراتيجيات التعامل مع الأزمة اللبنانية.
نقاشات ونقاط استراتيجية حاسمة
- الهوية الوطنية والسياسة الطائفية
- تناول اللقاء موضوع القيود الطائفية في النظام السياسي اللبناني، وضرورة معالجتها ضمن إطار التسوية السياسية والتفاهمات المقترحة.
- تم التشديد على أهمية الحلول السياسية وتحقيق توازن وطني، مع مراعاة التنوع الطائفي وحقوق جميع المكونات.
- الوضع الأمني والعسكري
- ناقش الاجتماع كيفية التعامل مع الجماعات المسلحة، وعلى رأسها الكتائب، مع التركيز على ضرورة تفعيل العمليات العسكرية لتحقيق تفكيكها وفرض الأمن.
- أبدى الأسد موقفًا حذرًا من الانتقام المفرط أو التصعيد، مؤكدًا على أهمية الحلول السياسية في إنهاء الصراع وتسوية الخلافات.
- الدور السوري والخلافات مع الأطراف اللبنانية
- انتقد جنبلاط التدخلات السورية، معبراً عن مخاوفه من أن تكون سوريا تتجه نحو إبعاد “الحركة الوطنية” عن اللعبة السياسية، وتحويل لبنان إلى ساحة مواجهة مباشرة.
- رد الأسد موضحًا أن التدخل يتم وفق مصلحتها الوطنية وضمن إطار اتفاقيات مسبقة، مع الحرص على عدم الإضرار بالعلاقات بين الطرفين.
- الموقف الدولي والإقليمي
- تطرق الطرفان إلى إمكانيات التدخلات الدولية والدول المجاورة، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وكيفية التعامل مع تأثيراتها على المعادلة اللبنانية.
- رأى الأسد أن إصرار الأطراف اللبنانية على السيادة والاستقلال يعزز موقف سوريا، فيما اعتبر جنبلاط أن الحلول تتطلب مرونة أكبر على المستوى الدولي.
ملاحظات نهائية وتوقعات مستقبلية
- تميزت اللقاءات بتوتر واضح، وظهر فيها عمق الخلافات حول كيفية إدارة الأزمة، مع محاولة كل طرف فرض رؤيته ومواقفه.
- وأكد الأسد على ضرورة التمسك بسياسة التفاهم والتعاون، رغم الاختلافات، مؤكدًا أن سوريا ستظل تتابع الوضع عن كثب، وتدعم الحلول التي تضمن استقرار لبنان ووحدته الوطنية.
- أما جنبلاط، فكان يعبر عن مخاوف من السياسات السورية، ويميل إلى الحلول السلمية والتسوية الداخلية، لكنه كان متمسكا بضرورة حماية مصالح الطوائف المسيحية والدفاع عن الحقوق الوطنية.
تظل هذه اللقاءات شهادة أساسية على تعقيدات الحرب اللبنانية وتداخل المصالح والأهواء الإقليمية والدولية، وتوضح مدى التحدي الذي واجهه المجتمع اللبناني في محاولة الحفاظ على وحدته وسلامته الوطنية خلال واحدة من أصعب فترات تاريخه.