اخبار سياسية

اللقاء الحاسم بين الأسد وجنبلاط.. مواجهة وصراع (5-6)

محاضرات اجتماعات خلال الحرب الأهلية اللبنانية وتاريخ العلاقة بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط

تسلط هذه الوثائق الضوء على سلسلة من الاجتماعات السرية التي جمعت بين الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط، قبيل وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية. وترصد اللقاءات المليئة بالجدل والاختلافات في الرؤى، والتي كشفت عن مواقف متباينة تجاه الأحداث المحلية والإقليمية، وأيضًا عن تطورات الصراعات الطائفية والسياسية التي شهدتها البلاد خلال تلك المرحلة الحاسمة.

المرحلة الأولى: غوص في العلاقات والتحديات

  • خلال اجتماع مارس/آذار 1976، تحدث جنبلاط عن دور الموارنة وإسرائيل والمخابرات الأمريكية، متهمًا إياهم بمحاولة تحريك الأحداث لصالح مصالحهم.
  • انتقد الوساطة السورية، وخاصة اطلاع وزير الخارجية آنذاك عبد الحليم خدام، وعبّر عن استيائه من تدخلات سوريا في الشؤون الداخلية اللبنانية، خاصة ما يتعلق بتشكيل الحكومات.
  • ركز جنبلاط على أهمية دحر “الكتائب” والتخلص من المؤسسات الصهيونية، محذرًا من استمرار القتال وترتيبات الحلول العسكرية.

الجدل حول التدخل العسكري والسياسة الطائفية

  • نقل النقاش حول توريد الأسلحة، حيث اعتبر جنبلاط أن سوريا تفرض قيودًا على دعم الحركة الوطنية، مضيفًا أن المنظمة السورية “الصاعقة” حجبت أسلحة رغم دفع ثمنها.
  • تصور الطرفان ضرورة كسر شوكة “الكتائب” والانتصار العسكري الحاسم، مع مناقشة خيارات بناء نظام اشتراكي كامل، وتطرق الأسد إلى مخاطر ذلك، بينما أصر جنبلاط على إمكانية تحقيقه على الطريقة اللبنانية.
  • تناقشا بشأن التعامل مع الطائفية، وأكد الأسد أن بعض القيود مثل تعيين قائد الجيش من الطائفة المارونية لاغية، وأوضح أن سوريا لن تفرض رأيها بل ناضلت من أجل مطالب اللبنانيين خلال فترة طويلة.

الانتقال إلى سياسة الحلول والوساطة

  • عبّر جنبلاط عن استعداده لإيقاف القتال بشرط عدم إصرار سوريا على استمرار دعم “الكتائب” والإصرار على استخدام القوة العسكرية، وهو ما يعكس رغبة الطرفين في تفاهمٍ محدود.
  • تبادل الطرفان الحديث عن إمكانية التدخل الخارجي، حيث عرض جنبلاط استخدام الفيتو السوفياتي والصيني، فيما توقع الأسد أن تتدخل قوات دولية لحفظ السلام، وأبدى جنبلاط تفضيله لذلك على استمرار المواجهة.
  • ناقشا مفاهيم الحل السياسي، وأكد الأسد أن تغيير الرؤساء والقوانين أمر يسير، لكن إقامة نظام اشتراكي كامل يخضع لموافقة “الحركة الوطنية” فقط، وهو ما رفض جنبلاط بشكل قاطع.

الصراع الطائفي وضرورة التفاهم

  • عاد الحديث عن القيود الطائفية، وأكد جنبلاط أن علينا تحسين الصورة الوطنية والتخلص من القيود عن طريق العلمانية وإلغاء الطائفية، بينما أكد الأسد أن الأمور تحتاج إلى نقاش وتوافق.
  • تم الاتفاق على ضرورة وقف القتال، وأبدى جنبلاط تردده بسبب الأوضاع المحيطة، فيما حاول الأسد إقناعه بضرورة الحل من خلال الوساطة السياسية واتفاق الطرفين على وقف النار.

نهاية اللقاء والانفصال الهادئ

  • في اللحظة الأخيرة، حاول جنبلاط إقناع الأسد بتنفيذ بعض العمليات العسكرية، بينما ظل الأسد يدعو للسياسة والنظر للمستقبل.
  • تم توديع الطرفين بكلمات موجزة، مع تأكيد الأسد على أهمية التواصل مع الجهات المعنية واستمرار الوساطة، فيما أبدى جنبلاط رغبته في إنهاء اللقاء والعودة لوضع الأمور على ما يرام.

الخاتمة: رؤى ومصاعب المرحلة الأخيرة

تشير هذه الاجتماعات إلى تعقيدات الحالة اللبنانية، حيث تداخلت المصالح الطائفية والسياسية، وتبدلت المواقف بين التمسك بالحرب والبحث عن وصفة للحل. كما تكشف عن مدى التحديات التي واجهتها سوريا ولبنان خلال تلك الفترة وما ترتب عليها من علاقات وقرارات أدت إلى صراعات داخلية وخارجية، تترك أثرًا حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى