الأسد وجنبلاط في مواجهة مباشرة… نقاش وتصادم (5-6)

محاضر اجتماعات تاريخية بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط خلال الحرب الأهلية اللبنانية
تتناول هذه المحاضر والأحداث الأحداث الدقيقة التي جرت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، خاصةً اللقاءات الأخيرة بين الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط، حيث تعكس تفاصيل العلاقات والصراعات والإملاءات في تلك الفترة الحساسة من تاريخ لبنان والمنطقة.
ملخص الأحداث والسياق التاريخي
- نُشرت مجموعة من محاضر الاجتماعات التي أُجريت بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط، وتسلط الضوء على مواقف الطرفين، وتطورات الحرب، والأحداث السياسية والأمنية في لبنان خلال سنوات الحرب الأهلية.
- تُعد هذه الوثائق جزءاً من سلسلة حلقات تعرض بشكل تفصيلي اللقاءات التي سبقت واحتضنت نهاية الحرب الأهلية، وتوضح مواقف القيادة السورية، ودور الأطراف اللبنانية، وتحليل العلاقات مع القوى السياسية المسيحية والإسلامية.
اللقاءات الأخيرة بين الأسد وجنبلاط
شهدت الفترة الأخيرة من الحرب سلسلة من اللقاءات الحاسمة، التي تنوعت بين محادثات مغلقة ومواجهات حادة، وكان من أبرزها اللقاء في 27 مارس/آذار 1976، الذي جمع حافظ الأسد مع كمال جنبلاط، وهو اللقاء الذي لم يُعقد مثيل له إلا مرة واحدة وجهاً لوجه دون حضور أحد من الأطراف الأخرى، وقد تم تسجيله وتوثيقه لاحقاً لعلاقته الحاسمة بالأحداث.
مضمون اللقاء وحواراته
- مواجهة وجهة النظر السياسية: بدأ جنبلاط مجابهة الأسد، موضحًا اعتراضاته على التدخل السوري في لبنان، واتهم إسرائيل والمخابرات الأميركية بمحاولة زعزعة استقرار لبنان، داعياً إلى عمل عسكري حاسم ضد الميليشيات والكتائب.
- نقاش حول الوضع الطائفي والسياسي: ناقش الطرفان القضايا الطائفية، وضرورة إلغاء المحظورات الدستورية، والمطالبة بمحطات لإصلاح النظام السياسي، من خلال إلغاء الطائفية وإقرار العلمانية كمقدمات لتحقيق الاستقرار.
- موقف سوريا من الصراع والأمن: أكد الأسد على ضرورة التفاوض والمساهمة في حل سياسي، محذرًا من التدخل الخارجي، ومتوقعًا حدوث تدخلات دولية إذا استمر التصعيد، مشددًا على أهمية وقف القتال من أجل الحفاظ على وحدة لبنان.
- الخلافات والتمترس في المواقف: اتضح من اللقاء وجود قناعة متبادلة بعدم إمكانية التوصل إلى نقطة توافق، إذ رأى جنبلاط أن استمرار الحرب يمثل ضرورة للتغيير، بينما أصر الأسد على الحلول السياسية والوساطات، مؤكدًا أن تعنت الأطراف سيقود إلى تقسيم لبنان.
نهاية اللقاء والانحراف في المواقف
حقق اللقاء الأخير بين الطرفين جمودًا وتصعيدًا، إذ قال جنبلاط إنه لا يستطيع العمل ضد ضميره، متجنبًا الموافقة على الحلول العسكرية أو السياسية التي عرضها الأسد. وأكدّ على أولوية وقف إطلاق النار، معبّرًا عن نيته بالتعاطي مع الوضع بشكل مستقل. بينما شدد الأسد على ضرورة وجود تفاهم واضح، وأعرب عن استعداده لاتخاذ إجراءات صارمة ضد المعارضة، مؤكدًا ضرورة العمل المشترك لإنهاء التوترات.
النتائج والتداعيات المستقبلية
- شهدت تلك اللقاءات تصعيدًا في العلاقات، وتباينات عميقة حول الحلول السياسية والعسكرية، أدت لاحقًا إلى تدهور الثقة بين الطرفين.
- انتهت هذه المرحلة بنقطة فاصلة، حيث انحرف الطرفان عن التعاون، واندلعت بعدها أحداث عنف وبيانات متبادلة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة وفشل جهود التهدئة.
هذه المادة، التي توثق مراحل مهمة من تاريخ النزاع، تظهر كيف أن العلاقات بين سوريا ولبنان كانت تتأرجح بين محاولة التفاهم وتصعيد المواجهة، وهو ما ساهم في تشكيل مسار الحرب وتداعياتها على المنطقة، حتى اليوم.