اخبار سياسية

الأسد لوفد لبناني عن جنبلاط: لم يسبق لي أن قلَّ احترامه كما فعلت في لقائي الأخير (6-6)

مراجعة لمحاضر اجتماعات مهمة تتعلق بحرب لبنان والاغتيال السياسي لكمال جنبلاط

توثق هذه المادة تفاصيل محطات حاسمة من العلاقات بين القيادة السورية والرئيس اللبناني السابق كمال جنبلاط، قبل وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية، بالإضافة إلى أحداث اغتياله التي أفرزت تساؤلات ما زالت قائمة حتى اليوم. تقدم المحاضر والوثائق السرية التي تكشف عن التحولات والتوترات التي أدت إلى تفاقم الأزمة اللبنانية، وتساهم في فهم أبعاد التدخل السوري والسيناريوهات المرتبطة باغتيال الزعيم الدرزي.

تاريخ علاقات الأسد وجنبلاط وأبرز تداخلاتها

  • شهدت لقاءات ونقاشات تصادمية في ذروة الصراع اللبناني، خاصة في مارس 1976، حيث عبّر حافظ الأسد عن معارضته لسياسات جنبلاط ودعوة للتراجع عن التوجهات العسكرية.
  • اتسمت علاقتهما بالتوتر الحاد بعد اللقاء الأخير، الذي اعتبر نقطة تحول أدت إلى قطيعة كاملة بين الرجلين، مع تصعيد دمشق لممارساتها في لبنان.
  • رُصد خلال اللقاءات تصورات واقتراحات من الأسد تشدد على ضرورة وقف القتال، مقابل استمرار جنبلاط وداعميه في تصعيد المواجهة.

موقف سوريا من التدخلات اللبنانية والوساطات الدولية

  • أكدت وثائق محضر الاجتماعات أن سوريا كانت ترى في تدخلها حماية للأمن الإقليمي، مع رفضها لاستمرار الحرب والطائفية.
  • نفي واشنطن أي علاقة لمناورات جنبلاط مع الولايات المتحدة كان واضحاً، في حين أن التقارير أظهرت تعقيدات الوساطات الأمريكية وإثارتها لمخاوف من تقسيم لبنان.
  • البيانات السورية في الأيام الأخيرة من مارس 1976 عبّرت عن الغضب من تصعيد جنبلاط، وبدأت خطوات لعزله سياسياً وتحضير جبهة بديلة لمواجهة تزايد نفوذه.

الانعطافات الأخيرة واغتيال كمال جنبلاط

  • ظُهرت في المحاضر انطباعات حاسمة من الأسد حول شخصية جنبلاط، واصفاً إياها بأنها متقلّبة وتريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب سوريا والنسيج اللبناني.
  • حمل الأسد مسؤولية إحداث خلل في التوازنات اللبنانية، متهمًا جنبلاط بمحاولة استمالة قوى وشخصيات معارضة، واستخدام أوراق أسلحة في الشارع.
  • شهدت الوثائق أن اللقاء الأخير عام 1976، انتهى بقطع كامل للعلاقات، وأن تصعيد جنبلاط ضد دمشق أدّى إلى تفاقم التوترات، حيث أُتهم أجهزة المخابرات السورية بارتكاب الاغتيال في 16 مارس 1977، رغم إنكار النظام.

التحقيقات والمتابعة التاريخية لملف الاغتيال

  • تشير الشهادات إلى أن التحقيقات اللبنانية والدولية رجحت تورط المخابرات السورية، خاصة جهاز العقيد إبراهيم حويجة، في تنفيذ الجريمة بأوامر من رفعت الأسد.
  • وفي عام 2015، أدلى وليد جنبلاط بشهادته أمام المحكمة الدولية، مرجحاً مسؤولية الأجهزة السورية عن مقتل والده، مع إشارة إلى دور كبير لرموز مخابراتية سورية من بينها اللواء محمد الخولي.
  • وفي تطورات لاحقة، أعلنت الحكومة السورية في عام 2025 عن اعتقال أحد مسؤولي المخابرات السورية، كخطوة نحو الكشف عن الحقيقة الغائبة منذ عقود.

تمثل هذه المحاضر والوثائق جزءًا مهمًا من فهم التاريخ السياسي المعقد للبنان وسوريا، وتسلط الضوء على أزمات خانقة وأحداث محورية، لا تزال آثارها تتفاعل في المشهد الحالي. تبقى أسئلة التحقيق والعدالة مفتوحة، وتظهر الأدلة أن الأدوار المستترة لم تُكشف بعد بشكل كامل، خاصة حول الاغتيال الذي شكل علامة فارقة في تاريخ المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى