اخبار سياسية

من “السبت الأسود” إلى الدامور: حوار حول المجازر (3-6)

محاضر اجتماعات الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وكمال جنبلاط قبل وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية

تُعرض هذه المحاضر على مدى ست حلقات، وتتناول أهم اللقاءات والقرارات التي جمعت بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط، مع تسليط الضوء على الدور السوري في لبنان والأحداث المفصلية التي شهدها من منتصف السبعينيات وحتى بداية التسعينيات. تستعرض الحلقة الثالثة من السلسلة محادثات حاسمة كانت بمثابة خيط رفيع بين الأمل والصراع في تاريخ المنطقة.

مقدمة: وثائق سرية عن دخول القوات السورية إلى لبنان واغتيال كمال جنبلاط

تمتلك الأرشيفات السورية وثائق سرية تكشف عن تفاصيل المخططات العسكرية والسياسية، التي أدت إلى التدخل السوري المباشر في لبنان، والكيفية التي تم بها اغتيال الزعيم كمال جنبلاط في عام 1977، مع تغييب لملابسات الأحداث والخطط العسكرية التي سبقتها.

الحلقة الأولى: استجواب الأسد لجنبلاط ورفض عودة البعثيين

  • تناول اللقاء انخراط الأسد في استجواب جنبلاط حول الخصومات اللبنانية، ورفضه لعودة الحزب البعثي إلى سوريا.
  • ناقش الطرفان أهمية التفاهم الداخلي وضرورة ضبط التوترات السياسية والعسكرية في لبنان.

الحلقة الثانية: ما بعد عين الرمانة وتهديدات الحرب الأهلية

  • تم تسليط الضوء على أحداث عين الرمانة وتأثيرها على تدهور الوضع الداخلي في لبنان.
  • ناقش اللقاء التصعيد العسكري وضرورة التدخل السوري لوقف الاقتتال.

اللقاء السادس: 15 ديسمبر 1975

شهد هذا اللقاء تصعيداً في النقاشات، حيث ناقش الأسد وجنبلاط الأوضاع الأمنية في لبنان، وملف مجزرة السبت الأسود، التي راح ضحيتها عدد كبير من المسلمين على يد مسلحين مسيحيين، والذي كان بمثابة مفترق طرق في تاريخ النزاع اللبناني.

  • أكد جنبلاط على أهمية الحسم العسكري وإسقاط الحكم القائم، معرباً عن قلقه من تداخل الأيدي الخارجية في الأزمة.
  • قال الأسد إن الدولة اللبنانية كانت في الأساس ذات وجه ماروني، معتبراً أن ذلك جزء من الواقع اللبناني والعربي.

رؤية الأسد للدولة المارونية وحزب الكتائب

  • اعتبر الأسد أن لبنان دولة مارونية وأن حزب الكتائب يمثل ركيزة أساسية لهذه الدولة.
  • نقل اعتراض جنبلاط على نسبة الأسلحة وتوازن القوى بين الأطراف، مشيراً إلى ضرورة دعم سوريا عسكرياً لضمان توازن الرعب.

خطة جنبلاط للإصلاح الوطني

  • اقتراحات الإصلاح تتضمن إنشاء دولة علمانية، وإلغاء الطائفية السياسية، وتغيير نظام التمثيل النيابي، مع ضمان حقوق المسيحيين وتصحيح النظام القانوني والإداري.
  • أبدى الأسد أهمية هذه المبادرات، مع تحذيره من عدم إمكانية استدامتها بالكامل دون توافق كبير.

أحداث لبنان واتفاقية سيناء

ناقش اللقاء ارتباط الأحداث اللبنانية باتفاقية سيناء، وأوضح أن التدخل الأمريكي والإسرائيلي كان لهما أثر على مجريات الأحداث، مع التأكيد على أن خطط التقسيم وتفتيت لبنان كانت جزءاً من مخططات إقليمية ودولية.

حذر الأسد من مخاطر استمرار النزاعات، وأكد على ضرورة التوافق الوطني وعدم السماح بتمدد الفوضى التي قد تؤدي إلى تقسم البلاد.

حقيقة الانخراط السوري في لبنان

أوضح الأسد أن سوريا لن تتخلى عن حقها في التأثير على مجريات الأمور، محذراً من أن لبنان سيتحول إلى جزء من سوريا إذا استمرت السياسات الحالية، مع التأكيد على أن الأمر يتطلب توازنات وإصلاحات جذرية لمواجهة التطرف والاحتلال الخارجي.

اللقاء السابع: 20 يناير 1976

شهد هذا اللقاء تصعيداً جديداً مع تكرار المجازر في لبنان، وتزايد الانتقام الفلسطيني من مجازر الكتيبة، حيث شهدت قرية الدامور مذبحة راح ضحيتها العديد من المواطنين. في هذه الفترة، عقدت محادثات بين الأطراف اللبنانية والسورية حول ضرورة التهدئة والإصلاحات، مع مطالبات بوقف التدخل الخارجي وتفعيل الحوار الوطني.

  • أكد جنبلاط على ضرورة إلغاء الطائفية في المناطق الحكومية والإصلاحات القانونية، مع رفض التدخل الخارجي وأهمية الوحدة الوطنية.
  • شدد الأسد على أن الإصلاحات لا يمكن أن تتم بشكل سريع، وأن التوازن يحتاج إلى مجهود وتوافق بين القوى المختلفة.

كما أشار إلى أن بعض الأهداف الخارجية تتداخل مع المصالح السورية، وأن الأمر يتطلب توازناً دقيقاً لضمان وحدة لبنان ومستقبل المنطقة.

ختام وتحليل المستقبل

وفي ختام اللقاءات، أُكد على الحاجة لاتفاق شامل ونهائي يوقف الأعمال العدائية بشكل دائم، مع التأكيد على أن الدور السوري كان وما زال محورياً في تشكيل مسارات الأحداث اللبنانية. تظل هذه الوثائق شاهداً على تعقيد المشهد العربي والإقليمي، وأهمية الحوار المدروس لتجنب المزيد من الكوارث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى