تقييم أمريكي حديث: تدمير منشأة نووية إيرانية واحدة من ثلاث كليًا

تقييم جديد للضربات الجوية الأمريكية على منشآت إيران النووية يثير تساؤلات حول الكفاءة والتداعيات
أظهر تقييم أمريكي حديث أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الشهر الماضي ضد منشآت نووية إيرانية أسفرت عن تدمير موقع واحد من بين ثلاثة مواقع رئيسية، بينما لم يتعرض الموقعان الآخران لأضرار كبيرة، مما يفتح الباب أمام إمكانية استئناف أنشطة التخصيب في تلك المنشآت خلال الأشهر القادمة وفقاً لتقارير إعلامية.
تفاصيل الأضرار وتوقعات الإيرانيين
- تم تدمير موقع فوردو بالكامل، وهو من أهم المواقع التي تعتبر حجر الأساس في البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى تأخير كبير في أنشطة التخصيب هناك.
- أما الموقعان الآخرين، نطنز وأصفهان، فلم يتعرضا للضرر بشكل كبير، ويُعتقد أن حجم الأضرار قد يسمح لطهران بإعادة تشغيل عمليات التخصيب خلال أشهر قليلة.
خلفية الضربات والخطط الأمريكية
تأتي هذه التقييمات ضمن جهود الإدارة الأمريكية المستمرة لتقييم واقع البرنامج النووي الإيراني بعد العمليات العسكرية. وقد أطلع مسؤولون أمريكيون وأعضاء في الكونجرس على نتائج التقييم، حيث كانت هناك خطط سابقة لضرب ثلاث مواقع إضافية، كانت ستستغرق أسابيع بدلاً من ليلة واحدة، لكن تلك الخطط رُفضت بناءً على توجيهات داخلية بعدم توريط الولايات المتحدة في نزاعات خارجية وتجنب الخسائر البشرية الكبيرة.
موقف إدارة ترمب والخطوط الحمراء
وصف الرئيس ترمب الضربات بأنها “نجاح عسكري باهر”، مؤكدًا أن منشآت التخصيب الرئيسية دُمرت بشكل كامل، مما عزز مكانة الأمن الدولي. إلا أن المعلومات الاستخباراتية اللاحقة أظهرت أن الأضرار أكثر تعقيداً، وأن بعض المواقع لا تزال قادرة على استئناف أنشطتها.
المنشآت النووية المستهدفة
- منشأة فوردو، والواقعة تحت جبل، والتي نجحت في تأجيل قدرات التخصيب الإيرانية مدة تراوحت بين عامين إلى ثلاثة أعوام.
- موقع نطنز، الذي أُدرك أن به أنفاقًا عميقة يصعب ضربها، وقُدمت صواريخ توماهوك لضرب أهداف سطحية ولكن مع استهداف خاص لمنشأة التحويل في نطنز.
- موقع أصفهان، الذي يضم منشآت تحت الأرض وأنفاقاً عميقة، ويُعتقد أن بعض اليورانيوم العالي التخصيب لا يزال في متناول اليد، رغم أن تل أبيب تراقب عن كثب وتستعد لعمليات إضافية إذا لزم الأمر.
تأثير العمليات على البرنامج النووي الإيراني
يُعتبر تقييم الأضرار الأخير بمثابة صورة مبدئية، حيث لا تزال العمليات الاستخباراتية جارية، ومن المتوقع أن تستغرق شهورًا لتقييم الأثر الحقيقي. ويُعتقد أن الضربات نجحت في إحداث ضرر كبير أدّى إلى تعطيل التخصيب وتقليل احتمالات قدرة إيران على إعادة بناء منشآتها النووية بسرعة.
الخطط المستقبلية وإمكانيات التصعيد
كان هناك خطة أميركية كبيرة لتعطيل القدرات النووية الإيرانية بشكل كامل، تتضمن ضرب ستة مواقع رئيسية ودفاعاتها الجوية وصواريخها الباليستية، ولكنها رُفضت وقتها من قبل ترامب بسبب تعقيدها وتوقعات بارتفاع الخسائر. ومع ذلك، فإن استمرار التهديدات، وتدمير القدرات الدفاعية الجوية الإيرانية، يفتح احتمالية لعمليات جديدة في حال استمر إيران في سعيها لاستئناف التخصيب أو تطوير البرنامج النووي بشكل سري.
ختام
تشير التطورات الأخيرة إلى أن الضربات كانت ناجحة إلى حد كبير في تقليل القدرات النووية الإيرانية، إلا أن الاستراتيجية الأمريكية تظل مرنة، مع وجود استعداد لاحتمال تنفيذ عمليات إضافية إذا لزم الأمر أو استأنفت إيران أنشطتها النووية بصورة غير معلنة، مما يضع المنطقة أمام احتمالات تصعيد وتدهور أمن عالمي محتمل.