تسريبات تكشف عن صندوق استخباراتي بريطاني سري وسط توترات عالمية

كشف تفاصيل جديدة حول صندوق الاستثمار الاستراتيجي للأمن القومي في بريطانيا

نُشرت مؤخرًا معلومات مهمة حول صندوق الاستثمار الاستراتيجي للأمن القومي، وهو جهاز غير معلن يربط بين الحكومة البريطانية وأجهزة الاستخبارات الوطنية، بما في ذلك جهاز الأمن الداخلي (MI5)، والاستخبارات الخارجية (MI6)، ومركز الاتصالات الحكومية (GCHQ)، وفقًا لمجلة بوليتيكو.

طموحات وتمويل الصندوق

• تخطط الحكومة البريطانية لاستثمار 330 مليون جنيه إسترليني إضافية في ميزانية الصندوق على مدى أربع سنوات.
• يهدف التمويل إلى تعزيز قدرات الصندوق على الاستثمار في شركات تلبية متطلبات الأمن القومي والدفاع الوطني.
• يتماشى ذلك مع التركيز على التقنيات ذات الاستخدام المزدوج والأمن الوطني، مع تكثيف التعاون الدولي لتحقيق التفوق التكنولوجي.
• سيعمل الصندوق أيضًا على تحسين حضوره العام، حيث سيعين مسؤولاً للتواصل ويشارك في الفعاليات العامة.

سبب ظهور الصندوق وأهميته

ظهر الصندوق بعد فترة من التواري في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتسارع التكنولوجي، ويعكس إدراكًا متزايدًا أن الصراعات المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي. تستخلص الحكومة دروسًا من النزاع في أوكرانيا، حيث يُعد الابتكار التكنولوجي حاسماً في الميزان العسكري والنمو الاقتصادي.

يعتمد نموذج عمل الصندوق على وضع رهانات استثمارية استراتيجية وتسهيل نمو الشركات الناشئة، بهدف تحويلها إلى قادة عالميين في مجالات التكنولوجيا الأمنية.

ماهية صندوق NSSIF وكيفية عمله

تأسس صندوق الاستثمار الاستراتيجي للأمن القومي (NSSIF) في عام 2018، وسط بداية تنافس جيوسياسي على التفوق التكنولوجي، مع مخاوف من خسارة الريادة لصالح خصوم استبداديين. يمثل الصندوق استراتيجية لتسريع تبني التكنولوجيا الحديثة في خدمة الأمن القومي.

وفي سياق حديث ألقاه أحد كبار مسؤولي الصندوق، أكد أن الفترة شهدت وعيًا متزايدًا بحقيقة أن الدول الديمقراطية تواجه تحديات للحفاظ على تفوقها التكنولوجي، خاصة مع نمو الدور الذي تلعبه شركات الاستخبارات مثل شركة In-Q-Tel الأمريكية التي استثمرت في شركات ناشئة وحققت نجاحات كبيرة.

الاستثمار والتطوير التكنولوجي

• يستثمر الصندوق بشكل تجاري في شركات التكنولوجيا المتقدمة، مستفيدًا من استثمارات الأسهم طويلة الأمد، ويدعم تطوير منظومات التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج.
• هدفه تسريع اعتماد قدرات الحكومة المستقبلية، وتطوير أدوات تكنولوجية ذات فائدة سيادية.
• يعمل على دعم الشركات الناشئة التي تلبي الاحتياجات السيادية لبريطانيا، عبر برامج لتسريع النماذج الأولية وتجربة التكنولوجيا في المؤسسات الحكومية.

الأثر والمستقبل

مع توسيع دور الصندوق، ومواكبته لمبادرات تسريع الرقمنة والتكنولوجيا في الناتو، يُتوقع أن يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على تفوق بريطانيا التكنولوجي في سياق التحديات الجيوسياسية. ومع اضطرابات سلاسل التوريد والتهديدات التكنولوجية، يظل بناء روابط مع القطاع الخاص ضرورة لتحقيق الأهداف الوطنية.

إصلاحات قطاع الدفاع، وتطوير قدرات الابتكار، وزيادة تمويل البحث والتطوير، جميعها تؤكد التوجه نحو تعزيز قدرات الأمن والدفاع الوطني، مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتمكين البلاد من مواجهة تحديات المستقبل بكفاءة ومرونة.