اخبار سياسية

السويداء.. من سياسة الحياد إلى اشتباكات مسلحة

الأوضاع في محافظة السويداء وتأثيراتها الإقليمية

تتعرض محافظة السويداء، إحدى معاقل الطائفة الدرزية في سوريا، لتطورات متسارعة تتعلق بالنزاعات الداخلية، التدخلات الخارجية، وتحولات في مواقف القوى المحلية والإقليمية. الأحداث الأخيرة كشفت عن تباين في مواقف المشيخة والقيادات الدينية، وظهور تأثيرات واضحة من قبل الأطراف الإقليمية مثل إسرائيل.

تصاعد الأحداث الداخلية والصراعات المحلية

  • وقوع حادث على طريق دمشق بين تاجر وموالي المحافظة، أدى إلى عمليات خطف متبادلة بين مجموعات درزية وعشائر أخرى.
  • تصاعد النزاع ليصل إلى اشتباكات مسلحة بين الجيش السوري ومجموعات خارجة عن القانون، مع تدخل جوي إسرائيلي عبر قصف وصل إلى دمشق.
  • إعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف، رغم استمرار القصف والمعارك في بعض المناطق.

علاقة السويداء بالنظام السوري والعوامل التاريخية والديموغرافية

  • منذ أكثر من 12 عاماً، اتخذت المحافظة موقف الحيادية، مع رفض كبير من أبناءها للالتحاق في الجيش السوري أثناء الثورة.
  • تاريخياً، كانت السويداء مهد انطلاق الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، بقيادة سلطان باشا الأطرش.
  • السكان يشكلون غالبية درزية (حوالي 90%)، مع وجود أقليات مسيحية وسنية محدودة، ويعيش في المحافظة حوالي نصف مليون نسمة.

التركيبة الدينية والعقائدية وانتشارها

  • الطائفة الدرزية تحكم الطابع العام للمحافظة، مع تقسيمها إلى درجات عقائدية تشمل الرؤساء والعقال والأجاويد والجاهل.
  • مجالس خاصة ومستترة تجمع فيها العقال والأجاويد، وتحتكر شؤون العقيدة والفتوى الدينية.

مشيخة الطائفة والمواقف السياسية

  • يترأس المشيخة في الوقت الحالي ثلاثة علماء، هم حكمت الهجري، يوسف جربوع، وحمود الحناوي.
  • شهدت مواقف المشيخة تبايناً منذ بداية الصراع، ففيما رحب الهجري بدخول قوات الحكومية، تراجع لاحقاً ليعبر عن خيبة أمله من التصعيد والعنف المستمر.
  • جربوع والحناوي ركزا على مصالح الطائفة ووساطة بين الأطراف، وتوصلا لاتفاقات لوقف إطلاق النار، مع بقاء مواقف الهجري أكثر تحفظاً وتشدداً في الدفاع عن حقوق الطائفة.

التدخل الإسرائيلي وتأثيره على الوضع المحلي

  • استخدمت إسرائيل ورقة الضغط العسكري على سوريا، لتعزيز نفوذها في جنوب البلاد، بادعاء حماية الطائفة الدرزية، رغم معارضة بعض أبناء الطائفة لذلك.
  • تبيّن أن إسرائيل تستثمر في المناطق الشمالية المحتلة، وتواصل إنشاء نقاط عسكرية على ارتفاعات استراتيجية مثل جبل الشيخ، بهدف فرض منطقة عازلة وتحقيق أهداف أمنية وسياسية.
  • حتى بعد سقوط نظام الأسد، ظل التواجد الإسرائيلي في الجولان المحتل قوياً، مع وجود حوالي 20% من دروز الجولان يحملون الجنسية الإسرائيلية، في حين يرفض الآخرون ذلك ويؤكدون انتماءهم لوطنهم السوري.

الموقف الدرزاني من العلاقة مع الجولان الإسرائيلي

  • لم يسمح الاحتلال الإسرائيلي لدروز الجولان بزيارة ذويهم في الجانب السوري رغم بعض التسهيلات، وتقيم غالبية الدروز في الجولان المحتل علاقات مرتبطة بالمصلحة، بعضهم يفضل الجنسية الإسرائيلية، والبعض يلتزم بانتمائه للوطن السوري.
  • يمثل الدروز حوالي 3% من السكان السوريين، مع تواجد رئيسي في السويداء ودمشق وجبل السماق، بالإضافة إلى السكان في الجولان المحتل.

إن التوترات الحالية، والتداخلات الخارجية، والتباينات بين قيادات الطائفة، تشير إلى أن محافظة السويداء لا تزال منطقة ذات حساسية عالية، مع احتمالات تصعيد أو تهميش يعتمد على موازين القوى الداخلية والإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى