اخبار سياسية

السويداء.. من جهود الحياد إلى ساحات الصراع المسلح

تصاعد الأحداث في محافظة السويداء وتأثيراتها على الوضع المحلي والإقليمي

تعيش محافظة السويداء، أكبر معاقل طائفة الدروز في سوريا، حالة من التوتر والتطورات المتسارعة خلال الفترة الأخيرة، بعد سلسلة من الاشتباكات والانتقالات العسكرية التي أثرت على أمن واستقرار المنطقة. تتداخل العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في المشهد السياسي والعسكري في المحافظة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع في المنطقة.

مظاهر التصعيد والتطورات الأخيرة

  • وقوع حادث على طريق دمشق مع تاجر من المحافظة، أدى إلى عمليات خطف متبادلة بين مجموعات درزية وعشائر المنطقة، مما زاد من حدة التوتر.
  • تصاعد النزاعات المسلحة بين قوات الجيش السوري ومجموعات تصنفها الحكومة بالخارجة على القانون، مع تدخل إسرائيلي عبر قصف جوي وصل إلى عمق دمشق العاصمة.
  • إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، رغم التوترات المستمرة وعدم التزام جميع الجهات ببنود الاتفاق.

موقف الطائفة الدرزية والخطوات السياسية

اتبع الدروز خلال أكثر من 12 عاماً من الثورة السورية سياسة “النأي بالنفس”، تجنباً للتورط في النزاعات، على الرغم من رفض أعداد كبيرة منهم الالتحاق بالجيش السوري خلال الفترة السابقة. إلا أن هناك مساراً متأرجحاً مع استمرار الحكومة الحالية في سوريا، حيث يحاول زعماء الطائفة تحقيق مصالحهم والحفاظ على وحدة المنطقة.

التركيبة السكانية والدينية في السويداء

  • الأغلبية دروز، حيث يشكل الدروز حوالي 90% من السكان، يليهم المسيحيون بنسبة 7%، ثم السنة بنسبة 3%.
  • تاريخياً، شكلت السويداء مهد انطلاق الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار، بقيادة سلطان باشا الأطرش الذي ينتمي للمنطقة.
  • المحافظة تقع بالقرب من الحدود الأردنية، وتصل مساحتها إلى 3% من مساحة سوريا، ويقطنها حوالي نصف مليون نسمة.

المرجعيات الدينية والمجالس الخاصة

يترأس مشيخة العقل حاليا ثلاثة مشايخ: حكمت الهجري، يوسف جربوع وحمود الحناوي، مع تباين في مواقفهم تجاه الأحداث، حيث كان الهجري أكثر قرباً من النظام السابق، لكنه تغير بعد الثورة. ويؤدي الشيخ الهجري دوره الروحي بقبول بنود مختلفة مع الحكومة، رغم تراجعه أحياناً عن مواقفه.

مواقف محدثة وتفاهمات محلية

  • أعلن الشيخ حكمت الهجري عن اتفاق مع الحكومة السورية لوقف إطلاق النار، مع استمرار بعض التغريدات التي تدعو إلى استكمال تحرير المحافظة من العصابات.
  • أما الشيخ جربوع والحناوي، فتبنوا موقفاً يدعو إلى استعادة السيادة الكاملة، مع العمل على عودة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض.

التدخل الإسرائيلي وتأثيراته الإقليمية

  • استخدام إسرائيل ورقة الضغط العسكري ضد تواجد الجيش السوري في جنوب البلاد، بزعم حماية الطائفة الدرزية، رغم أن الدروز أنفسهم لا يطلبون الحماية الخارجية.
  • إسرائيل أعلنت عن خطط لاستثمار مبالغ ضخمة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ووسعت من وجودها العسكري في جبل الشيخ وحتى قمم جبل الشيخ، لتحقيق مصالح أمنية واقتصادية.
  • تواصل الاحتلال الإسرائيلي توسيع قواعدها ونقاطها العسكرية في المناطق الشمالية من الجولان المحتل، التي يسكنها العديد من الدروز، مع استمرار رفض جزء كبير منهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، متمسكين بانتمائهم لسوريا.

الوضع السكاني والجغرافي للدروز في سوريا والجولان

  • يقدر عدد الدروز في سوريا بنحو 800 ألف، يتوزعون على محافظات السويداء ودمشق وإدلب، حيث يشكلون الغالبية في السويداء، ويقيم آلاف منهم في مناطق أخرى.
  • أما دروز الجولان المحتل فيشكلون حوالي 13 ألف نسمة، يرفض غالبهم الجنسية الإسرائيلية، مع وجود نسبة صغيرة تحمل الجنسية الإسرائيلية، تبعاً لظروف سياسية واجتماعية متغيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى