اخبار سياسية

السويداء.. من جهود الاحتراز إلى دائرة المواجهة المسلحة

تطورات في محافظة السويداء وتأثير الصراعات الإقليمية

شهدت محافظة السويداء، الواقعة في جنوب سوريا، تصاعداً ملحوظاً في الأحداث خلال الأيام الماضية، بدايةً من حادثة على طريق دمشق أدت إلى عمليات خطف متبادلة بين مجموعات درزية وعشائر محلية، تلاها نزاعات مسلحة بين القوات الحكومية والجماعات الخارجة على القانون، مع تدخل إسرائيلي عبر قصف جوي طال عمق العاصمة دمشق، وانتهى ببيان لوقف إطلاق النار.

الأوضاع الأمنية والسياسية في المحافظة

  • اعتمدت السويداء أسلوب “النأي بالنفس” تجاه الأحداث منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، ورفضت بشكل كبير الالتحاق بالجيش السوري خلال سنوات الحرب، خاصةً في ظل محاولة إسقاط النظام السابق.
  • دخلت المحافظة مساراً متقلباً مع الحكومة الحالية، حيث تعتبر من أكبر معاقل الطائفة الدرزية في سوريا، وتاريخياً كانت منبعاً للثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة سلطان باشا الأطرش.
  • تقع على حدود مع الأردن، وتُعد من أصغر المحافظات السورية، بنسبة مساهمة حوالي 3% من مساحة البلاد، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة.

التركيبة الدينية والاجتماعية

  • الغالبية الدرزية تمثل نحو 90% من السكان، تليهم نسبة قليلة من المسيحيين والتي تبلغ حوالي 7%، وأقلية سُنية بنسبة 3%.
  • الطابع الديني السائد يحدد هوية المحافظة، مع وجود مناقشات حول حماية الأقليات وتأثير ذلك على الاستقرار السياسي والأمني.

الطائفة الدرزية ومعتقداتها

  • يوجد درجات متعددة في العقيدة الدرزية، تشمل “الرؤساء” و”العقال” و”الأجاويد” و”الجهال”، حيث يحمل كل فئة مسؤوليات وأسرار دينية مختلفة.
  • تقام مجالس خاصة سرية في القرى، ويعتبر شيخ العقال رمزاً للزعامة الدينية، وهو المرجع الروحي للطائفة. حالياً، يتزعّم المرجعية في المحافظة ثلاثة مشايخ هم حكمت الهجري، يوسف جربوع، وحمود الحناوي.
  • تغيرت مواقف بعض الزعماء الدينيين تبعاً للأحداث، مع تصاعد دورهم في المشهد السياسي، خاصةً مع تصاعد التوترات والمعارك الأخيرة.

مواقف المشيخة الدينية والمتغيرات السياسية

  • حكمت الهجري، الذي يتبع الرئاسة الروحية، كان من المساندين سابقاً للنظام السوري، ثم اتجه بعد عام 2012 نحو دعم الاحتجاجات، بينما ركز جربوع والحناوي على مصالح الطائفة كممثلين وسيطيْن بين السكان والنظام.
  • خلال الأزمات الحالية، أبدى الهجري موقفاً متمايزاً، حيث تراجع عن دعمه للتدخل العسكري المباشر، داعياً إلى الدفاع عن تراب المحافظة حتى استعادة كامل سيادتها.
  • أما جربوع والحناوي، فعملوا على التوصل لاتفاقات مع الحكومة السورية، أبرزها وقف إطلاق النار وإعادة القوات إلى ثكناتها، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة.

الخلافات والتحديات الداخلية

  • على الرغم من الاتفاقيات، ظل التوتر قائماً، وعبّر بعض الزعماء عن ضرورة مواصلة القتال لتحرير كامل المحافظة من الميليشيات والعصابات.
  • يُعد الشيخ حكمت الهجري الأكثر نفوذاً، حيث يتلقى اتصالات من جهات دولية وولايات متحدة، نظراً لموقفه المناهض لنظام الأسد، والذي يمنحه أهمية محلية ودولية أكبر.

التداخل الإسرائيلي ودوره في المنطقة

  • منذ سقوط نظام الأسد، استخدمت إسرائيل ورقة الضغط العسكري ضد تواجد الجيش السوري في الجنوب، بحجة حماية الطائفة الدرزية، رغم ترديد الدروز أنفسهم أن لا حاجة للحماية الخارجية.
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن عن خطط للاستثمار في المناطق المحتلة من الجولان، التي يسكنها الدروز، وبرزت تحركات إسرائيلية لاستهداف المواقع السورية على ارتفاعات عالية، في إطار استراتيجيتها لتكتيك التصعيد وإضعاف القدرات العسكرية لدمشق.
  • تقف إسرائيل على ارتفاع 2814 متراً في جبل الشيخ، وتوظف الصراعات بين الأطراف المختلفة للتنصل من الالتزامات السابقة وتحقيق مصالحها عبر خلق وضع أمني جديد في المنطقة.

علاقات دروز سوريا والجولان المحتل

  • يعيش دروز سوريا، خاصةً في جبل الشيخ وحضر، لسنوات طويلة مع قيود على زيارات أقاربهم في الجولان المحتل، حيث كانت هناك تسهيلات محدودة لعلاقاتهم مع أهلهم أو الدراسة في الجامعات السورية.
  • وفي السنوات الأخيرة، بدأ بعض الدروز يقبلون بالجنسية الإسرائيلية، نظراً لعدم وجود آفاق لتحرير الجولان، بينما يظل قسم كبير منهم متمسكاً بانتمائه للوطن السوري.
  • تصل نسبة الدروز في سوريا إلى حوالي 3% من السكان، ويُقدّر أعدادهم بحوالي 800 ألف، يتوزعون على محافظات متعددة، مع وجود أقلية في الجولان المحتل تقدر بـ13 ألف نسمة، يتركزون في بلدات مجدل شمس وقلقس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى