اخبار سياسية
فرص التقدم في “مفاوضات الدوحة” واسعة لكنها مرتبطة بجدول أعمال نتنياهو

تطورات مفاوضات غزة وتحديات التوصل لاتفاق نهائي
شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار بين الأطراف المعنية في غزة حالة من التعقيد، مع استمرار وجود نقاط خلافية تؤخر الوصول إلى اتفاق شامل. وعلى الرغم من أن العقبات تبدو قابلة للجسر، إلا أن بعض الأطراف تتجنب الإعلان عن موقف حاسم، في إطار تكتيكات تفاوضية تهدف إلى ربط الاتفاق بجدول أعمال سياسي أوسع.
نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات
- انتشار الجيش الإسرائيلي: طالبت حركة حماس بعودة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل التصعيد الأخير، وفق خرائط التبادل السابقة. بينما قدم الاحتلال خرائط جديدة تشير إلى تفاوت في مواقع الانتشار، مع مخاوف من استغلال الفترة القادمة لتنفيذ مشاريع تهدف إلى احتلال مناطق جديدة أو فصل قطاع غزة.
- المساعدات الإنسانية: شددت إسرائيل على ضرورة تنسيق توزيع المساعدات عبر شركات أميركية ومنظمات دولية، مع قيود على المناطق التي يمكن أن تتلقى المساعدات، بهدف تنفيذ مواصلة خطط احتلالية أو تهجير السكان.
- ضمانات استمرار وقف إطلاق النار: ترفض إسرائيل حتى الآن تضمين ضمانة واضحة لاستمرار التهدئة خلال فترة المفاوضات، وهو ما تعتبره حماس ضروريًا لإثبات الالتزام، بينما تعتبر إسرائيل ذلك مطلبًا سياسيًا غير ملزم بشكل كامل.
- مفاتيح تبادل الأسرى: اقترح الجانب الإسرائيلي إطلاق سراح 30 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل جندي محتجز، وهو تراجع عن شروط سابقة كانت تتطلب إطلاق سراح 50 أسيرًا مقابل كل محتجز. وتتمركز المفاوضات حول إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين وأهمية إنهاء الحرب خلال مدة 60 يومًا.
الموقف السياسي والمخاطر المحتملة
تتجلى توجهات كل من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي في سعي كل طرف لتحقيق مكاسب استراتيجية. فإسرائيل، وبحسب مراقبين، تستخدم التملص من التزامات واضحة لتمديد أمد المفاوضات، مع محاولة فرض شروط قد تحد من مستقبل غزة المحتمل. أما حماس، فهي تسعى لضمان حقوق أسرها، مع ضمانات دولية بخصوص عدم عودة الحرب، في حين أن القوى الإقليمية والدولية تلعب دورًا في الدفع نحو تسوية تضمن مصالح جميع الأطراف.
توقعات المستقبل والتأثيرات المحتملة
- يرجح محللون أن يكون الهدف من المماطلة إطالة أمد التفاوض، خاصة مع اقتراب بداية الإجازة الصيفية للكنيست، بهدف تقليل فرص حدوث تغييرات داخلية في إسرائيل.
- وفي الوقت نفسه، يُنظر إلى دعم بعض القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة، لعقد اتفاق في الوقت الراهن كجزء من جهود أوسع لإعادة ترتيب المنطقة، وربط إعادة الإعمار بنزع السلاح في غزة.
- وفي ظل التوازنات الحالية، يظل الخيار القائم على فرض شروط واضحة من قبل الجانب الفلسطيني، مع ضمانات دولية، هو الأكثر احتمالاً لتمرير بسلاسة، مع محاولة كل طرف للتأكيد على مواقفه السياسية والأمنية.