اخبار سياسية

الأسد يحقق مع جنبلاط حول خصومه في لبنان ويعترض على عودة البعثيين إلى سوريا (1-6)

مراجعة تاريخية للقاءات بين الأسد وجنبلاط وتأثيرها على المشهد اللبناني والإقليمي

شهد التاريخ اللبناني العديد من اللقاءات المهمة التي جمعت بين عدد من القيادات السياسية، وكان من أبرزها اللقاء الذي جمع بين الرئيس السوري حافظ الأسد والزعيم اللبناني وليد جنبلاط. تناولت هذه اللقاءات قضايا داخلية وإقليمية أثرت بشكل كبير على مسار الأحداث في لبنان والمنطقة بشكل عام.

اللقاء الأول: 22 يناير 1972 – تحليل المشهد اللبناني قبل الحرب الأهلية

مقتطفات من اللقاء

  • كان اللقاء تعارفياً، حاول الطرفان خلاله فهم الوضع اللبناني والدور الإقليمي، قبل اندلاع الحرب الأهلية بثلاث سنوات.
  • توافق الطرفان نظرياً على محاربة الصهيونية ودعم القضية الفلسطينية، إلا أن الجوهر كان يتسم بالاختلاف؛ حيث كان جنبلاط مع ياسر عرفات، بينما كان الأسد يسعى لتقليص نفوذ عرفات في المنطقة.

النقاشات الرئيسية

  • مناقشة تفجيرات لبنان الأخيرة، حيث رأى جنبلاط أنها ربما كانت مدفوعة من قوى خارجية بهدف تعطيل الانتخابات أو زعزعة الاستقرار.
  • طرح الأسد فرضية تورط حزب الكتائب، الحزب الماركسي المسيحي المعادي للوجود الفلسطيني، واعتبر أن التفجيرات قد تكون من صنع ميليشيات فلسطينية إذا كان هدفها استلام الحكم.
  • توسع الحديث ليشمل الانتخابات النيابية، حيث أبدى الأسد مخاوفه من النفوذ العراقي عبر البعض في لبنان، ووجه انتقادات لسياسة العراق وإيران تجاه العرب.
  • كشفت النقاشات عن محاولات رئيس الجمهورية ومواقفه من خصومه، وارتباط ذلك بمحاولات تسليح ونشر قوات معارضة من قبل الكتائب وبعض الأحزاب الأخرى، بالإضافة إلى التحذيرات من تنامي النفوذ الإسرائيلي والتدخلات الإقليمية.

اللقاء الثاني: 23 نوفمبر 1973 – تداعيات حرب أكتوبر وتقويم المواقف الإقليمية

مسائل تناولها اللقاء

  • ناقش الأسد مع جنبلاط تأثيرات حرب أكتوبر، مع تسليط الضوء على التحول في موازين القوى والتدخل العربي في النزاع، خاصةً إعلان التضامن العربي مع سوريا ومحدودية الدعم الميداني.
  • انتقد ضعف الدعم اللوجستي للجيش السوري، وأبدى استياءه من قرار مصر وقف إطلاق النار المفاجئ، معتبرًا أن ذلك أضر بالتنسيق العسكري بين سوريا ومصر.
  • ناقش اللقاء دور الاتحاد السوفياتي، حيث عارض جنبلاط مواقف البعض من الشيوعيين بوصفهم بطور خامس، بينما رأى الأسد أن الدعم السوفياتي غير كافٍ، وأن إسرائيل كانت تتقدم تقنياً في استيراد أسلحة حديثة.
  • أشار الأسد إلى أن معظم الدول العربية كانت داعمة باستثناء العراق، مع إبقاء التركيز على أهمية الوحدة العربية للتصدي للمخاطر الإسرائيلية.

اللقاء الثالث: 25 يونيو 1974 – لبنان بين الطائفية والتحالفات الإقليمية

التحليل الداخلي والأوضاع الطائفية

  • ناقش اللقاء الوضع اللبناني، مع التركيز على التوازنات الداخلية، خصوصاً اختيار رئيس للوزراء من عائلة كرامي ومواضيع الرئاسة، بالإضافة إلى حصص الشيعة وأعدادهم السكانيّة ودور موسى الصدر في المعادلة السياسية.
  • كشف جنبلاط عن أن الشيعة يشكلون 60% من سكان بيروت، وأن نسبة كبيرة من أملاك شارع الحمراء تعود إليهم، مع وجود مشكلة في حمل الجنسية اللبنانية لديهم.

الوضع الإقليمي والدعوات للتصدي للمخاطر

  • سأل الأسد عن طلب لبنان للصواريخ من سوريا، فأجابه جنبلاط أن الصواريخ موجودة مسبقاً في لبنان، مؤكداً على أن سوريا لا تفرق بينها والدفاع عن لبنان وسوريا واحد.
  • تناول النقاش قانون التجنيد الإلزامي وتخوف جنبلاط من تحويل الجيش اللبناني إلى أداة انقلابية، بينما عبّر الأسد عن أمل بأن يكون الجيش وسيلة لمواجهة الطائفية.
  • تطرق الحديث إلى التوازنات الديموغرافية، حيث شدد جنبلاط على أن الشيعة يشكلون أغلبية، مع الإشارة إلى السيطرة على جزء كبير من سوق بيروت التجاري من قبلهم.

ختام

تشكل هذه اللقاءات محاولة لفهم الاستراتيجيات والتفاعلات بين القوى السياسية والإقليمية، وتأثيرها على النقاط الحيوية في لبنان، والتي لعبت دوراً في تطور الأحداث وصياغة المشهد السياسي المستقبلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى