اخبار سياسية

ما بعد عين الرمانة.. لبنان يقف على حافة الحرب الأهلية (2 – 6)

تصاعد الأحداث والتدخلات السياسية في لبنان أواخر السبعينيات

شهدت لبنان خلال فترة السبعينيات تصعيدًا في النزاعات الداخلية وتدخلات من القوى الإقليمية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة السياسية والأمنية في البلاد. تتناول هذه المقالة أبرز المحطات والأحداث التي شكلت مسار الأزمة، فضلاً عن المبادرات السياسية والوساطات الدولية المعنية بحلها.

تفجير أحداث عين الرمانة وتداعياتها

  • في الثالث عشر من أبريل عام 1975، تعرضت سيارة بيار الجميل، زعيم حزب الكتائب، لإطلاق نار في منطقة عين الرمانة، وأسفرت الحادثة عن مقتل أحد مرافقيه.
  • انتشرت قوات حزب الكتائب في المنطقة، حيث استهدفت حافلة تقل مدنيين فلسطينيين، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.
  • تجددت الاشتباكات في مناطق متعددة من بيروت، خاصة حول المخيمات الفلسطينية، مما زاد من تعقيد الأزمة.

تطورات سياسية وتغييرات حكومية

  • عقب المجزرة، اتهم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط حزب الكتائب بتنفيذ الهجوم، ودعا إلى عزلهم عن الحياة السياسية اللبنانية.
  • نتيجة لذلك، استقال الوزير الكتائبي جورج سعادة مع تسعة وزراء رافضين لسياسات جنبلاط، مما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء رشيد الصلح وعيّن العميد نور الدين الرفاعي رئيساً للحكومة، لكنها لم تستمر أكثر من ثلاثة أيام بسبب الاحتجاجات والتدخلات الخارجية.
  • دخلت سوريا على خط الوساطة، حيث أسندت مهمة حل الأزمة إلى وزير خارجيتها عبد الحليم خدام، مما أدى إلى تعيين رشيد كرامي رئيساً للحكومة في 30 يونيو 1975.

اللقاءات السياسية بين الأسد وجنبلاط

لقاء 17 يونيو 1975

  • شهد هذا اللقاء مناقشات حول الوضع المتدهور في لبنان، وخصوصية تمثيل حزب الكتائب ودوره في توسع الانقسامات الطائفية.
  • اقترح جنبلاط إصلاحات عسكرية واسعة داخل الجيش اللبناني، منها استبدال القائد إسكندر غانم، معتبرًا أن الجيش مسؤول بشكل غير مباشر عن الكثير من الاشتباكات.
  • ناقش الطرفان دعم إسرائيل لبعض القوى اللبنانية، ووجود دعم سري من بعض الضباط اللبنانيين لتسليح الكتائب، مع وجود دعم من إسرائيل ومساعدة لوجستية من بعض الضباط اللبنانيين.
  • تبنّى الأسد وجهة نظر أن وضع الجيش اللبناني يختلف عن الجيش السوري، حيث كان الأخير أكثر انضباطًا، مؤكدًا على ضرورة إعادة هيكلة الجيش اللبناني لمواجهة الأزمات.

تقييم العلاقة بين سوريا ولبنان

  • أشار الأسد إلى أن سوريا تمثل ساحة لتصفية حسابات الدول مع لبنان، وأن الأحداث اللبنانية غالبًا ما تكون مدفوعة بمصالح خارجية، خاصة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
  • اعتبر أن لبنان يواجه تدخلات خارجية وخططًا لإحداث الفتنة والنزاعات الداخلية، محذرًا من استغلال حزب الكتائب أحياء سكنية معينة لإشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين.

مبادرات الحل السياسي والمخاطر المحتملة

  • اقترح جنبلاط تشكيل حكومة لبنانية جديدة لإجراء انتخابات مبكرة، وحل مجلس النواب الحالي، مع ترشيح شخصية عسكرية لموقع الرئاسة مشابهة للرئيس فؤاد شهاب.
  • نصح الأسد بعدم الاعتماد على حكومة تكنوقراط غير مستقرة، مؤكداً أن الحكومة الأمنية هي الأولوية لضمان استقرار البلاد ووقف العنف.
  • رفض جنبلاط المشاركة في حكومات يشارك فيها حزب الكتائب، مع تأكيده على التخلي عن سياسة العزل مع الحفاظ على موقف حيادي داخل المجلس.

الوساطات الدولية والإقليمية ودور سوريا في الأزمة

  • أكد خدام أن الرئيس فرنجية يعبر عن تعاون مع سوريا، رغم بعض التحديات من قبل بيار الجميل، وأن سوريا تسعى لإيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف.
  • عرضت سوريا عدة خيارات لتشكيل الحكومة، منها حكومة برئاسة رشيد كرامي، أو حكومة وطنية مؤقتة، أو حكومة تشمل جميع الكتل السياسية بشكل غير مباشر.
  • أبدى الجميل رفضًا قاطعًا للمشاركة في أي حكومة تتجاهل حزب الكتائب، مؤكدًا على ضرورة حماية حق الحزب في التمثيل وتوفير حقيبة سيادية.

الخلاصة

تظهر هذه المحطات أن الأزمة اللبنانية في تلك الفترة كانت نتيجة لصراعات طائفية وسياسية عميقة، وتعقيدات خارجية إقليمية ودولية، مع سعي كافة الأطراف إلى حشد الدعم وتشكيل موازين القوى بما يضمن مصالحها، مع وجود محاولات مستمرة لإيجاد حلول سياسية تنقذ البلاد من مزيد من الانزلاق والتوتر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى