دراسة تكشف أن السمنة المستدامة تسرع الشيخوخة البيولوجية لدى الشباب

السمنة وعلاقتها بتسريع علامات الشيخوخة المبكرة
كشفت دراسات حديثة ومفصلة أن السمنة، خاصةً طويلة الأمد، ترتبط بشكل مباشر بظهور علامات الشيخوخة الجزيئية في سن الشباب. تتجاوز تأثيرات السمنة عادةً مجرد زيادة الوزن، إذ تتسبب في تدهور وظيفي مبكر للجسم، مما يثير قلق الباحثين حول تأثير السمنة على عمر الفرد وجودة حياته.
دراسات تبرز العلاقة بين السمنة والشيخوخة المبكرة
- أجريت دراسة على مجموعة من الشباب في تشيلي تتراوح أعمارهم بين 28 و31 عاماً، أظهرت أن السمنة تؤدي إلى تدهور فسيولوجي مبكر، ويُعتبر محفزاً للشيخوخة البيولوجية المتسارعة.
- السمنة تعتبر عامل خطر رئيسياً للأمراض المزمنة غير المعدية، مثل أمراض القلب، السرطان، وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي، وتساهم في تقليل العمر الصحي ومتوسط العمر المتوقع.
- الأبحاث أظهرت أن السمنة تتسبب في تسريع فقدان الكتلة العضلية، تصلب الشرايين، مقاومة الأنسولين، وتدهور وظيفة المناعة، مع تكرار ملاحظتها بين الشباب بشكل متزايد.
الآليات الجزيئية المرتبطة بالسمنة والشيخوخة
تشير الدراسات إلى أن السمنة تتشارك العديد من السمات الفسيولوجية مع علامات الشيخوخة، مثل:
- الالتهاب الجهازي المزمن.
- اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء.
- ضعف استشعار المغذيات.
- ضعف الاتصال بين الخلايا.
- شيخوخة الخلايا.
هذه العوامل جميعها تسرع من معدل التدهور الوظيفي للجسم وتؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.
دور السمنة في تقليل العمر الصحي
تُشير الدراسات إلى أن الأفراد المصابين بالسمنة المزمنة يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بمتلازمة الأيض، مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي، ومشاكل أخرى بما يتجاوز ما يُتوقع لعمرهم الزمني. تظهر نتائج الفحوص الحديثة أن السمنة تسرع من الشيخوخة البيولوجية بشكل واضح، مما يؤدي إلى:
- زيادة العمر الوراثي الذي يعتمد على أنماط مميزة من الحمض النووي.
- تقصير طول التيلوميرات، وهو مؤشر على الشيخوخة الخلوية.
- ارتفاع مستويات الالتهاب الجهازي.
عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة طويلة الأمد
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من سمنة مستمرة منذ الطفولة أو المراهقة يواجهون:
- مخاطر قلبية وعائية أعلى، مثل ارتفاع ضغط الدم ومعدلات الدهون في الدم.
- تزايد معدلات الإصابة بمتلازمة الأيض ومرض الكبد الدهني.
- تدهور أسرع في الصحة الجسدية، مع مؤشرات على الشيخوخة المبكرة وتغيرات جينية مرتبطة بالشيخوخة.
النتائج والإطار المستقبلي
بالاعتماد على عينات دم من مشاركين مختلفين، أظهرت الأبحاث أن السمنة المستمرة ترتبط بزيادة في معدل الشيخوخة البيولوجية، مع فروق واضحة بين من حافظوا على وزن صحي وبين من عانوا من السمنة طويلة الأمد. وتؤكد النتائج أن السمنة تُسرّع من التدهور الفسيولوجي، وتقصير التيلوميرات، وتزيد علامات الالتهاب، مما يشير إلى تسارع الشيخوخة.
رغم تحديات الدراسة، فإنها تلقي الضوء على أهمية التصدي للسمنة المبكرة وطويلة الأمد، لما لها من تداعيات صحية واضحة على الشيخوخة المبكرة وجودة الحياة مستقبلاً. وتتطلب الأبحاث المستقبلية دراسة آثارها الوراثية والتدخلات الممكنة لمواجهة تأثيراتها على المدى الطويل.