بحث: السمنة المستمرة تسرع الشيخوخة البيولوجية لدى الشباب

السمنة وعلاقتها بتسارع علامات الشيخوخة في الشباب
أظهرت الدراسات الحديثة أن للسمنة تأثيرات طويلة الأمد على الجسم وتظهر بشكل مبكر، حيث ترتبط بظهور علامات الشيخوخة الجزيئية في سن الشباب، الأمر الذي يعيد النظر في تصنيف السمنة كعامل خطر للأمراض المزمنة فقط، ويبرزها أيضاً كمحفز للتدهور الفسيولوجي المبكر.
نتائج الدراسات وتأثير السمنة على الجسم
- تؤدي السمنة إلى تدهور مبكر في الوظائف الفسيولوجية، بما يتجاوز التوقعات المعتادة لعمر الشباب.
- أظهرت الدراسات أن السمنة تقلل من العمر الصحي وتزيد من خطر الإصابة بأمراض قلبية ووعائية، بالإضافة إلى السرطان وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي.
- تتسارع مظاهر الشيخوخة مثل فقدان الكتلة العضلية، تصلب الشرايين، مقاومة الأنسولين، وتدهور المناعة بسبب السمنة.
علامات الشيخوخة المبكرة بين الشباب
معدلات الإصابة بمتلازمة الأيض ومرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي تزداد بين الشباب، مع ارتفاع ملحوظ في استخدام الأدوية للتحكم في مستوى الجلوكوز، ضغط الدم، والكوليسترول، ما يدل على أن السمنة تبدأ في إحداث تغيرات فسيولوجية مبكرة ومتسارعة.
دراسة الحالة في تشيلي
اعتمدت الدراسات على مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 28 و31 سنة في تشيلي، حيث أظهرت النتائج أن 39% يعانين من السمنة، مع مؤشرات واضحة على تسارع الشيخوخة مثل:
- ارتفاع مستويات الدهون وضغط الدم
- زيادة سرعة موجة النبض واحتمالية إصابة القلب والأوعية الدموية
- ارتفاع معدلات الإصابة بمشاكل أيضية مثل متلازمة الأيض ومرض الكبد الدهني
الفروقات بين المجموعات المختلفة
- المشاركون الذين عانوا من السمنة المزمنة أظهروا أعمارًا وراثية تفوق أعمارهما الزمنية بمعدل يتراوح بين 4.4 و4.7 سنوات، مع تآكل أكبر في التيلوميرز ومستويات التهاب جهازي عالية، مما يعكس شيخوخة خلوية متسارعة.
- تظهر المؤشرات أن استمرار السمنة لفترات طويلة يساهم بشكل كبير في تسريع علامات الشيخوخة بغض النظر عن توقيت بداية الإصابة.
آليات تأثير السمنة على الشيخوخة المبكرة
تؤكد الأبحاث أن السمنة تشارك العديد من السمات مع الشيخوخة، مثل الالتهاب الجهازي، اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء، ضعف استشعار المغذيات، وضعف الاتصال بين الخلايا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الفروقات الوراثية والتغيرات الجزيئية مثل قصر التيلومير وتغيرات المؤشرات الأيضية تدعم فرضية أن السمنة قد تسرع التدهور الفسيولوجي، الأمر الذي يستدعي المزيد من الدراسات لفهم الآليات الجزيئية بشكل أدق.
الأرقام والإحصاءات العالمية حول السمنة
- في عام 2022، كان شخص واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم يعاني من السمنة.
- معدلات السمنة زادت بأكثر من الضعف منذ عام 1990، وتضاعفت بين المراهقين بمقدار أربع مرات.
- يوجد حالياً حوالي 2.5 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن، منهم 890 مليوناً يعانون من السمنة.
- حوالي 43% من البالغين يعانون من زيادة الوزن و16% منهم يعانون من السمنة.
- بحلول عام 2024، يُقدر أن هناك 35 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن.
الخلاصة والتوصيات
تشير النتائج إلى أن السمنة ليست فقط عاملاً مخاطر للأمراض المزمنة، وإنما قد تكون محفزاً مباشراً لتسارع علامات الشيخوخة، خاصة عند الاستمرارية والتعرض المزمن. تدعو الأبحاث إلى ضرورة التركيز على الوقاية والعلاج المبكر للسمنة، بالإضافة إلى فهم أعمق للآليات الجزيئية وراء هذه الظاهرة، بهدف تطوير استراتيجيات مضادة للشيخوخة المبكرة وتحسين جودة الحياة في مراحل العمر المبكرة والمتأخرة.




