دراسة تكشف أن السمنة المستمرة تسرع علامات الشيخوخة البيولوجية لدى الشباب

السمنة وعلاقتها بتسريع علامات الشيخوخة المبكرة
كشفت دراسة حديثة ومعمقة أن السمنة طويلة الأمد ترتبط بشكل مباشر بظهور علامات الشيخوخة الجزيئية في عمر مبكر، مما يعكس تدهوراً فسيولوجياً سريعاً لا يتوافق مع العمر الزمني الحقيقي للأفراد.
النتائج الأساسية للدراسة
- أُجريت الدراسة على مجموعة من الشباب في تشيلي تتراوح أعمارهم بين 28 و31 عاماً، مع متوسط مؤشر كتلة الجسم يبلغ 29، و39% منهم يعانون من السمنة.
- أظهرت الفحوصات علامات مبكرة على تدهور الصحة وزيادة المخاطر القلبية والأوعية الدموية، مثل ارتفاع مستويات الدهون وضغط الدم وزيادة سرعة موجة النبض.
- تزايدت معدلات متلازمة الأيض ومرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، مع ارتفاع نسبتها بين المشاركين الذين يعانون من السمنة المستمرة منذ الطفولة أو المراهقة.
- كما لوحظ تراجع في مؤشرات الشيخوخة مثل طول التيلومير، وزيادة الالتهاب الجهازي، وشيخوخة الخلايا، والتي تتسارع بسبب السمنة المزمنة.
آليات تقليل العمر الصحي وتقصير العمر المتوقع
تشير الدراسة إلى أن السمنة تؤدي إلى إضعاف توازن النظام الفسيولوجي، حيث تتشابه التغيرات المرافقة للسمنة مع تلك التي تظهر مع التقدم في العمر، مما يسرع من ظهور علامات الشيخوخة ويقلل من العمر الصحي.
دراسة حالة: تأثير السمنة على الفسيولوجيا
اعتمدت الدراسة على تحليل عينات دم لـ205 مشاركين ومن خلال تقييم ملامحهم الجسدية والهرمونية، تبين أن الأفراد ذوي السمنة المستمرة تظهر علامات بيولوجية للشيخوخة مبكرة، مثل العمر الوراثي المتقدم والتيلوميرات المقصرة.
حقائق عالمية عن السمنة
- في عام 2022، كان هناك شخص واحد يعاني من السمنة من كل 8 أشخاص على مستوى العالم.
- ازدادت معدلات السمنة بين البالغين والمراهقين بشكل كبير منذ عام 1990، مع توقع استمرار الارتفاع في المستقبل.
- حوالى 2.5 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن، منهم 890 مليون يعانون من السمنة.
- في نفس العام، كان هناك أكثر من 390 مليون طفل ومراهق يعانون من زيادة الوزن.
الآثار الصحية للامتداد الزمني للسمنة
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين عانوا من السمنة لفترات طويلة، خاصة منذ الطفولة، يعانون من تسارع واضح في مؤشرات الشيخوخة، مع أعمار وراثية تفوق عمرهم الحقيقي بمعدل يتراوح بين 4.4 و4.7 سنوات، إضافة إلى تلف التيلوميرات ومستويات عالية من الالتهاب المزمن.
الاختلافات بين المجموعات المدروسة
- المجموعتان المصابتان بالسمنة أظهرتا أعماراً وراثية متقدمة وأعراض شيخوخة مبكرة مقارنة بالمجموعة التي حافظت على وزن صحي.
- تراوحت التغيرات في عوامل التمثيل الغذائي وخصائص الخلايا بين الأفراد، مع إشارات لاضطرابات أيضية واسعة، مثل مقاومة الأنسولين وتضخم الخصر وارتفاع ضغط الدم.
الختام والتوجهات المستقبلية
تسلط الدراسة الضوء على أن السمنة ليست مجرد مرض مزمن، بل نموذج يُمكن أن يعكس تسارعاً في عملية الشيخوخة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتدخلات المضادة للشيخوخة والبحث في العوامل الوراثية والجينية التي قد تساهم في ذلك. كما تُشير إلى ضرورة التركيز على الحد من السمنة المبكرة وطول مدة الإصابة لتحقيق نتائج صحية أفضل على المدى الطويل.