اخبار سياسية
هل مطالبة ترمب بكوريا الجنوبية مناورة سياسية أم تهديد حقيقي؟

موقف الولايات المتحدة تجاه تكاليف الدفاع في كوريا الجنوبية وما يحيط بها من ملفات استراتيجية
تشهد العلاقات الأمنية بين واشنطن وسول تنامي التوترات حول مسؤوليات وتكاليف التواجد العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية، في ظل توجهات إدارة الرئيس دونالد ترمب نحو إعادة تقييم الالتزامات المالية للحلفاء في المنطقة.
تصريحات ترمب حول تكاليف التواجد العسكري
- أشار الرئيس الأميركي إلى أن كوريا الجنوبية تدفع مبالغ ضئيلة مقابل بقاء القوات الأميركية على أراضيها، وقال: “يدفعون لنا القليل مقابل وجودنا العسكري”.
- خلال اجتماع في البيت الأبيض، طرح مسألة تقاسم التكاليف بشكل أوسع، طالبًا من سول دفع 10 مليارات دولار سنويًا مقابل الدفاع، وهو المبلغ الذي قال إنه طلبه منذ ولايته الأولى.
- حدد مهلة حتى الأول من أغسطس للتفاوض مع كوريا الجنوبية ودول أخرى، مرفقًا تهديدًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على الصادرات الكورية.
تداعيات على الاقتصاد والسياسة التفاوضية
- اعتماد كوريا الجنوبية الكبير على السوق الأميركية يجعل فرض رسوم كهذه يهدد اقتصادها بشكل كبير، لا سيما مع وجود حكومة جديدة لم تتقدم حتى الآن في مفاوضات التجارة.
- مساهمة سول في تمويل القوات الأميركية تعتبر ورقة ضغط يمكن أن تستغلها إدارة ترمب في تفاوضاتها.
- يرى خبراء أن ترمب يسعى لإبرام صفقة شاملة تشمل الرسوم الجمركية وتقاسم الأعباء، وهو محاولة لانتزاع أكبر قدر من التنازلات من الحلفاء خاصة في مواجهة الصين.
ردود الفعل الكورية والجيش الأميركي
- رفضت الحكومة الكورية التصريحات من قبل ترمب، مؤكدة التزامها بالاتفاق الحالي حول تقاسم تكاليف الدفاع، معتبرة أن التقييم الفردي لكل تصريح غير مناسب.
- يوجد حوالي 28 ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية، معظمهم في قاعدة “كامب همفريز” التي تعد أكبر قاعدة أميركية خارج الولايات المتحدة، وتعد منصة استراتيجية لتمكين النفوذ الأميركي في المنطقة.
- مفاوضات تمديد الاتفاق الحالي تتوقع دفع كوريا الجنوبية 1.14 مليار دولار في العام القادم، مع زيادات سنوية مدفوعة بمعدلات التضخم، وتشمل التكاليف المختلفة عن المنشآت والدعم اللوجستي.
مخاطر على استقرار الردع والمصالح الإقليمية
- الخبراء يحذرون من أن المكاسب السريعة من فرض أعباء إضافية قد تؤثر على قدرات الردع الأميركي تجاه كوريا الشمالية والصين.
- على الرغم من التوترات، يُعتقد أن علاقات سول مع واشنطن ستظل قائمة، إذ تعتمد الأخيرة على كوريا الجنوبية في كبح نفوذ بيونج يانج، وتظل قضية الأمن الإقليمي مركزية في العلاقات الثنائية.
- تقترب كوريا الجنوبية من محاولة مناقشة ملفي التبادل التجاري والأمني ضمن إطار صفقة مشتركة، مع سعيها لابقاء ملف التكاليف خارج التفاوض المباشر حالياً.
الاستراتيجيات المستقبلية والتوقعات
- من المتوقع أن تواصل واشنطن الضغط من أجل إعادة التفاوض على الاتفاقيات الحالية، مع رغبة واضحة في زيادة مساهمة سول المالية في التواجد العسكري.
- السؤال الأهم هو مدى استعداد كوريا الجنوبية لزيادة مساهماتها المالية، خاصة مع مناقشة إمكانية تخفيف بعض القيود على تصدير التكنولوجيا، مقابل الدعم العسكري والأمني، وهو ما قد يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.
- حتى الآن، لا توجد مؤشرات قاطعة على تخفيض كبير في عدد القوات الأميركية، على الرغم من التوترات الحالية، لكن التطورات القادمة ستوضح مدى تأثير هذه التحديات على التواجد العسكري في المنطقة.
وفي النهاية، فإن الديناميكيات بين واشنطن وسول ترسم مشهداً معقداً من التحالفات والتحديات، حيث تتداخل الملفات الاقتصادية والاستراتيجية والأمنية، مع استمرار ترمب في محاولاته لتحقيق مصالح بلاده، وممارسة الضغوط لزيادة مساهمة الحلفاء في التزاماتهم الدفاعية.