صحة
تحليل العلاقة بين تلوث الهواء وخطر الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين

تأثير البيئة والأدوية التقليدية على تطورات سرطان الرئة
كشفت دراسة حديثة أن العوامل البيئية، بما في ذلك تلوث الهواء وبعض الأدوية العشبية التقليدية، يمكن أن تؤدي إلى حدوث طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة، حتى بين الأشخاص غير المدخنين أو الذين يقللون من التدخين بشكل كبير. تثير النتائج تساؤلات جديدة حول العوامل التي تساهم في تفشي المرض، وتسلط الضوء على أهمية حماية الصحة من خلال فحص الأسباب الجينية والبيئية بشكل أكثر دقة.
الملخص العلمي للدراسة
- قادت الدراسة، المنشورة في دورية “نيتشر”، جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان ومعهد الصحة الأميركي CDC.
- شملت الدراسة تحليل جينوم أورام غير مدخنين من 28 منطقة حول العالم، من إفريقيا إلى أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية.
- لوحظ أن الأفراد المقيمون في مناطق ذات تلوث هوائي أعلى سجلوا زيادة في الطفرات الجينية، خاصة تلك المرتبطة بالتدخين والتقدم في العمر.
نتائج الدراسة وأهميتها
- تبين أن التلوث يضاعف من عدد الطفرات الجينية في خلايا الرئة، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
- لوحظ أن التلوث يرفع بشكل ملحوظ من بصمة الطفرات المرتبطة بأضرار التدخين والشيخوخة، مع عدم وجود بصمة فريدة خاصة بالتلوث فقط.
- تأكيد أن تلوث الهواء يقلل من طول التيلوميرات، وهو مؤشر على تسارع شيخوخة الخلايا، وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان.
علاقة تلوث الهواء بسرطان الرئة
- 99% من سكان العالم يتنفسون هواءً يتجاوز الحدود المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
- 2.4 مليار شخص معرضون لمستويات خطيرة من تلوث الهواء المنزلي بسبب حرق الوقود الصلب.
- التكاليف الصحية المرتبطة بالتلوث تقدر بـ 6 تريليونات دولار سنوياً، مع وفاة 8.1 مليون شخص مبكراً بسبب التلوث سنوياً.
- تلوث الهواء هو ثاني أكبر عامل يهدد الحياة المبكرة بعد ارتفاع ضغط الدم، مع تأثيرات خاصة على الأطفال والنساء في مناطق عالية التلوث.
مفاجآت وخطوات جديدة
- رصد باحثون بصمة جينية مرتبطة بحمض الأريستولوشيك، وهو مركب مسرطن موجود في بعض الأعشاب التقليدية الصينية، مما يثير مخاوف صحية جديدة.
- هذه البصمة ظهرت بشكل خاص في حالات من تايوان، وتشير إلى احتمال تعرض المرضى لهذا الحمض عبر استنشاق الأدوية العشبية، مما يفتح المجال لمزيد من البحث في العلاقة بين العلاجات التقليدية والسرطان.
- كما كشف البحث عن بصمة جينية جديدة ظهرت في حالات غير المدخنين، دون أن يتم تحديد مصدرها بعد، مما يعزز الحاجة لدراسات أوسع تشمل مناطق أخرى من العالم.
التطلعات المستقبلية والتوصيات
- يعتزم الباحثون توسيع دراساتهم لتشمل مناطق إضافية مثل أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، وتحليل تأثيرات استخدام الماريجوانا والسجائر الإلكترونية.
- كما يركزون على دراسة تأثيرات الرادون والأسبستوس، وجمع بيانات محلية دقيقة لمراقبة جودة الهواء بشكل أعمق.
- يؤكد الباحثون أن التلوث لا يضر فقط بالجهاز التنفسي، بل يترك آثاراً جينية قد تؤدي إلى السرطان، مما يستوجب زيادة الوعي واتخاذ إجراءات وقائية صارمة.
خلاصة
تشير الأدلة إلى أن البيئة والمواد العشبية التقليدية قد تلعب دوراً أكبر مما كان يُعتقد سابقاً في أسباب سرطان الرئة، خاصة بين غير المدخنين، مما يعزز أهمية مراقبة جودة الهواء وتحليل العوامل الجينية والبيئية بشكل دقيق للوقاية من المرض.