أردوغان يقترح تشكيل لجنة برلمانية لدراسة المتطلبات القانونية لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني

تطورات سياسية وأمنية في تركيا بشأن حزب العمال الكردستاني
شهدت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة تحركات مهمة على الصعيد السياسي والأمني فيما يتعلق بملف حزب العمال الكردستاني، الذي خاض صراعاً طويل الأمد مع الدولة التركية، والذي بدأ يتجه نحو خطوات لإعادة تقييم استراتيجيته ومساره المستقبلية.
قرارات برلمانية وإجراءات رمزية
- أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تشكيل لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني، مشيراً إلى أن “47 عاماً من الإرهاب وصلت إلى مراحلها الأخيرة”.
- أشار أردوغان إلى أن التغيرات التي حدثت في سوريا والعراق ساهمت في تسهيل التعامل مع ملف الإرهاب، وأن تكلفة الإرهاب على تركيا وصلت إلى تريليوني دولار، وأدت إلى مقتل العديد من أبناء قوات الأمن والمدنيين.
خطوات رمزية نحو السلام
- أوضح أن مقاتلي الحزب بدأوا بتسليم أسلحتهم قرب مدينة السليمانية في العراق، وذلك كخطوة رمزية مهمة في إطار جهود إنهاء الصراع الممتد منذ عقود.
- تم إحراق أسلحة من قبل 30 مسلحاً من الحزب عند مدخل كهف في شمال العراق، في بداية عملية رمزية تُعد خطوة هامة نحو إنهاء التمرد المسلح الذي استمر لسنوات.
حل الحزب وإسهاماته في القضية الكردية
في مايو الماضي، قرر حزب العمال الكردستاني حل نفسه رسميًا بعد دعوة من زعيمه عبد الله أوجلان، الذي يقبع في السجن منذ فترة طويلة. جاء هذا القرار بعد سلسلة من جهود السلام التي لم يكتب لها النجاح سابقًا، مما قد يفتح آفاقاً جديدة لإنهاء الصراع.
وبعد هذا القرار، أكد الحزب أن نضاله وصل إلى نقطة الحل من خلال السياسات الديمقراطية، وأن مهمته تغيرت نحو إدارة القضية الكردية عبر آليات سلمية وديمقراطية. تأسس الحزب عام 1978 على يد عبد الله أوجلان، ويعتمد على أيديولوجيا ماركسية لينينية، مع إظهار استعداد لاستخدام القوة ضد من يتعاون مع الحكومة التركية سابقًا.
الدعوات إلى الحوار والتسوية السياسية
- حث حزب العمال وذات المواقف المعارضة الحكومة التركية على تلبية المطالب السياسية للأكراد، من خلال تشكيل إطار قانوني لضمان انتقال الحزب إلى العمل السياسي السلمي.
- وفي مقطع مصور نادر، طلب أوجلان من البرلمان التركي تشكيل لجنة لمراقبة نزع السلاح وإدارة عملية السلام بشكل أوسع، مما يعكس رغبة في بناء مسار جديد للحوار السياسي.
التحديات والمستقبل المحتمل
بالرغم من هذه الخطوات، يبقى الطريق أمام تركيا معقدًا ويتطلب ضمانات قانونية وآليات واضحة لتنفيذ عملية الانتقال فيما يخص حزب العمال الكردستاني، مع الحرص على المحافظة على وحدة البلاد واستقرارها. ستظل قضية الأكراد والتعامل معها من أبرز الملفات التي يتوجب معالجتها عبر الحوار والتسوية السياسية.