اخبار سياسية

هل مطالب ترمب من كوريا الجنوبية مناورة سياسية أم تهديد حقيقي؟

تصعيد واشنطن تجاه حليفاتها في الدفاع والتكاليف المالية

شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً في المطالب الأميركية من حلفائها بالتقاسم الأعباء الدفاعية، مع التركيز على الدول الكبرى ذات الحضور العسكري في المناطق الحيوية والتوازنات الجيوسياسية، خاصة كوريا الجنوبية. ويعكس هذا النهج توجه إدارة الرئيس الأميركي لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية، ما يثير تساؤلات حول تداعيات تلك السياسات على الاستقرار والتحالفات الثنائية.

موقف الرئيس الأميركي من مساهمات كوريا الجنوبية

  • يرى الرئيس الأميركي أن كوريا الجنوبية تدفع مبالغ ضئيلة مقابل وجود القوات الأميركية على أراضيها، مؤكداً أن تكاليف الدفاع تتطلب مشاركة أكبر من سول.
  • أثار خلال اجتماع في البيت الأبيض مسألة أن كوريا الجنوبية كانت تدفع سابقاً مليارات الدولارات، ولكنه ذكر أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن ألغت تلك الاتفاقات عند توليه الحكم.
  • حدد ترمب مهلة حتى الأول من أغسطس للمفاوضات، مهدداً بفرض رسوم تصل إلى 25% على الصادرات الكورية في حال لم يتم التوصل إلى تفاهم.

تأثير هذه المطالب على اقتصاد كوريا الجنوبية

  • نظرًا لاعتماد كوريا الجنوبية الكبير على السوق الأمريكية، فإن فرض رسوم جمركية مكثفة قد يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الكوري.
  • تسود حالة من المفاوضات غير المتقدمة مع الحكومة الجديدة في سول، الأمر الذي يضعها في موقف تفاوضي ضعيف.
  • مساهمة كوريا الجنوبية في تمويل القوات الأميركية تعتبر ورقة ضغط يمكن أن تستخدمها إدارة ترمب لتعزيز مطالبها.

القواعد العسكرية والوجود الأميركي في المنطقة

  • يوجد حالياً حوالي 28 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية، معظمهم في قاعدة «كامب همفريز»، التي تعتبر أكبر قاعدة أميركية خارج الأراضي الأميركية.
  • تُعد القاعدة منصة استراتيجية لتعزيز النفوذ الأميركي إقليمياً، مع تحمل سول جزءًا كبيراً من تكاليف توسعتها.
  • الاتفاق الحالي، المعروف باسم «اتفاقية التدابير الخاصة الثانية عشرة»، ينص على دفع كوريا الجنوبية 1.14 مليار دولار في العام القادم، مع زيادة السنوية حسب التضخم.

مخاطر وتحديات العلاقات والتحالفات

  • محللون يحذرون من أن المكاسب السريعة من فرض أعباء مالية إضافية قد تُقوض موقف الردع الأميركي تجاه كوريا الشمالية أو الصين.
  • على الرغم من التوترات، يتفق خبراء على أن التحالف بين واشنطن وسول يظل أساس السياسة الخارجية لكوريا الجنوبية، خاصة لاحتياجاتها الأمنية في مواجهة جيوش الجيران.
  • تسعى سول إلى إبقاء ملفات التكاليف والتجارة خارج إطار التفاوض المباشر، مع رغبتها في مناقشة الملفين ضمن صفقة واحدة تشمل جوانب أمنية واقتصادية.

توقعات المستقبل السياسي والعسكري

  • من المتوقع أن يستمر الضغط الأميركي على كوريا الجنوبية لزيادة مساهماتها، مع احتمال إعادة التفاوض على الاتفاقية الحالية قبل الموعد النهائي المحدد.
  • الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يواجه تحديات في إدارة العلاقات مع واشنطن، خاصة في ظل مخاوف من تقليص الالتزام العسكري الأميركي، رغم نفي قادة البنتاغون لإمكانية ذلك.
  • يبدو أن التوتر في الملف المالي والعسكري لن يُحسم بشكل نهائي قبل إصدار استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية في سبتمبر القادم، والتي ستوضح اتجاهات التوترات العسكرية وموازين القوى في المنطقة.

ختام

تبقى العلاقات بين واشنطن وسول موضوعاً حساساً يتطلب من الجانبين ضبط وتيرة التفاوض، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية، مع العمل على الحفاظ على الاستقرار وتعزيز التعاون المشترك بما يخدم المصالح الاستراتيجية للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى