البنتاغون يستثمر في شركة أمريكية للمعادن النادرة لمواجهة السيطرة الصينية

تحركات DOE الأمريكية لتعزيز سلسلة التوريد للمعادن النادرة
في خطوة تعتبر الأكبر حتى الآن لمواجهة الهيمنة الصينية على سوق المعادن النادرة، أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) استثماراً استراتيجياً في شركة أمريكية رائدة بتوجه نحو تأمين إمدادات المغناطيسيات المُستخدمة في الصناعات العسكرية والتقنية. يأتي هذا ضمن جهود الولايات المتحدة لبناء قاعدة صناعية قوية ومستقلة في مجال المعادن الحيوية.
الاستثمار ودوره في تأمين صناعة المعادن النادرة
- وافقت وزارة الدفاع على استثمار بقيمة 400 مليون دولار مقابل حصة من الأسهم في شركة MP Materials، التي أعادت تشغيل منجم كان مهجوراً في منطقة “ماونتن باس” بولاية كاليفورنيا.
- يهدف الاستثمار إلى إنشاء مصنع ضخم لإنتاج مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، كجزء من حزمة تمويل إجمالية تبلغ مليار دولار بمشاركة مؤسسات مالية كبرى.
- أسهم الشركة ارتفعت بنسبة تصل إلى 60% في بورصة نيويورك، وسط توقعات بدعم حكومي متواصل للصناعة.
- كما شهدت شركة Lynas Rare Earths Ltd الأسترالية، التي تبني مصفاة في تكساس، ارتفاعاً في الأسهم بنسبة 20%، وهو أكبر ارتفاع لها منذ عدة سنوات.
الخلفية والأهمية الاستراتيجية
اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين في استيراد المعادن النادرة التي تعد أساسية في تصنيع السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والطائرات المقاتلة. الصين تسيطر على حوالي 90% من إنتاج هذه المعادن عالميًا، مما شكل ورقة ضغط على الأسواق الغربية خلال التوترات التجارية، وردت واشنطن بمحاولة لتأسيس منظومة مستقلة عبر استثمارات حكومية مباشرة.
مشروع تطوير البنية التحتية والإنتاج
- شركة MP Materials تدير منجم المعادن النادرة الوحيد في البلاد، وتعمل حالياً على تطوير منشأة إنتاج مغناطيسات جديدة تُعرف بـ “المنشأة 10X”، من المتوقع أن تبدأ في 2028 وتزيد القدرة الإنتاجية إلى 10 آلاف طن سنوياً.
- وفقاً للاتفاق، ستحصل وزارة الدفاع على حصة تبلغ 15% من أسهم الشركة، مع التزام بشراء كامل إنتاج المصنع من عناصر النيوديميوم والبراسيوديميوم، بأسعار مضمونة لحماية الشركات من تقلبات السوق.
آفاق وتحديات صناعة المعادن النادرة
وفق محللي استثمار في القطاع، فإن الدعم الحكومي يمثل خطوة تصحيحية لنظام سوق مشوه، ويعزز من الثقة في استثمارات سلسلة التوريد الأمريكية، مما قد يرسخ نموذجاً جديداً لاقتصاد المعادن النادرة في الغرب.
كما أن مشاركة الحكومة المباشرة قد تفتح آفاقاً جديدة لتطوير قطاعات المعادن الأخرى، مع تعزيز القدرات الصناعية والأمنية للولايات المتحدة.
آراء وقائع من القطاع الصناعي
قال جيم ليتنسكي، الرئيس التنفيذي لشركة MP Materials، إن هذا الدعم غير المسبوق يعكس الإدراك بأهمية أمن سلسلة التوريد في الصناعات الاستراتيجية، معتبراً أن المبادرة خطوة حاسمة نحو إعادة بناء قاعدة صناعية ذاتية ومستقلة.
الوضع العالمي وتأثير الصين
- انتقدت الصحف الدولية، خاصة “الفاينانشيال تايمز”، توجه الصين لفرض قيود على تصدير المعادن النادرة، الذي أدى إلى اضطرابات في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية، مع تراجع كبير في صادرات المغناطيسات.
- واشنطن ترى في اعتمادها على الصين تهديداً للأمن القومي، خاصة مع سيطرة بكين على أكثر من 55% من الإنتاج العالمي من التعدين و85% من عمليات التكرير.
- وفي أبريل، فرضت الصين قيوداً على تصدير سبعة عناصر من المعادن، مما أدى إلى اضطرابات واسعة النطاق ودفعت الولايات المتحدة لاستثمار أكثر من 430 مليون دولار منذ 2020 لبناء سلسلة إمداد محلية.
الخلاصة
هذه الاستثمارات والإجراءات الحكومية تمثل خطوة حاسمة في تعزيز الاستقلالية الأمريكية في مجال المعادن النادرة، وتقليل الاعتماد على الهيمنة الصينية، مع دعم صناعي وأمني مستدام، وتوجيه موارد الحكومة بشكل مباشر لتنمية هذا القطاع الحيوي.