صلة تلوث الهواء بسرطان الرئة غير المدخنين: دراسة بحثية

تأثير العوامل البيئية والأدوية التقليدية على سرطان الرئة غير المدخنين
قد تكتشف الدراسات الحديثة أن هناك عوامل غير التدخين تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، خاصة بين الأشخاص الذين لم يدخنوا من قبل أو كانوا يدخنون بشكل قليل. وتتناول هذه الأبحاث التأثيرات المحتملة لتلوث الهواء والعلاجات العشبية التقليدية على الجينات وظهور الطفرات التي تؤدي إلى هذا المرض الخطير.
دراسة حديثة تربط تلوث الهواء بسرطان الرئة
أظهرت دراسة علمية نُشرت في إحدى الدوريات العالمية أن تلوث الهواء وبعض الأدوية العشبية التقليدية، بالإضافة إلى عوامل بيئية أخرى، قد تسهم في حدوث طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الأشخاص غير المدخنين. وقاد الدراسة فريق من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع المعهد الوطني للسرطان التابع للمراكز الأمريكية للسيطرة والوقاية من الأمراض.
نتائج الدراسة وأهميتها
- الطفرات الجينية المرتبطة بالتعرض لتلوث الهواء: أشار الباحثون إلى أن الأفراد المقيمين في مناطق ذات مستويات عالية من التلوث سجلوا زيادة في عدد الطفرات الجينية، منها تلك المرتبطة بالتدخين والشيخوخة.
- تراكم الضرر الجيني: لوحظ وجود علاقة بين ارتفاع مستوى التلوث وعدد الطفرات في الأورام، بالإضافة إلى وجود علامات على تسارع الشيخوخة الخلوية.
- عدم وجود علاقة قوية مع التدخين السلبي: لم تُظهر النتائج ارتباطاً واضحاً بين التدخين السلبي وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، إلا أن هناك زيادة طفيفة في بعض الطفرات.
البيانات والإحصاءات العالمية
- 99% من سكان العالم يتنفسون هواء يتجاوز معاييره الصحة العالمية.
- التكاليف الصحية الناجمة عن التلوث تصل إلى تريليونات الدولارات سنوياً.
- حوالى 8.1 مليون طفل ومسن يتوفون سنوياً بسبب التلوث الهوائي.
- نقص كبير في استراتيجيات مراقبة جودة الهواء خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
العلاجات العشبية وتأثيراتها المحتملة
من بين المفاجآت التي توصلت إليها الدراسة، رصدت بصمة جينية مرتبطة بمادة الأريستولوشيك، وهي مادة مسرطنة توجد عادة في بعض الأدوية العشبية التقليدية، خاصة في منطقة تايوان. وقد كانت هذه البصمة نادرة بين المدخنين ولكنها ظهرت بشكل واضح بين غير المدخنين الذين تناولوا هذه الأعشاب، مما يثير قلقاً حول مخاطر الاستخدام غير المنضبط للأدوية العشبية.
وبحسب الباحثين، لا تزال هناك أسئلة مفتوحة حول مصدر هذه البصمة الجينية، ويأمل الفريق في توسيع دراسة الحالات لتشمل مناطق أخرى ومواد أخرى كالماريجوانا والسجائر الإلكترونية، مع دراسة تأثيرات الرادون والأسبستوس على الجينات وخطر الإصابة بسرطان الرئة.
التوصيات والخطوات المستقبلية
يعتزم الباحثون الاستمرار في توسيع أبحاثهم لجمع المزيد من البيانات وتحليل تأثيرات العوامل البيئية والأدوية التقليدية على صحة الإنسان، مع التركيز على التوعية ومبادرات الوقاية، خاصة في المناطق التي تكثر فيها استخدام الأعشاب والتعرض لتلوث الهواء.
وفي النهاية، تؤكد النتائج على أن تلوث الهواء لا يقتصر على المشاكل التنفسية فحسب، بل يمتد ليترك آثاراً جينية قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان، مما يبرز必要ية تحسين جودة البيئة وتطوير استراتيجيات الوقاية المبكرة.