صحة

دراسة تربط تلوث الهواء بسرطان الرئة في صفوف غير المدخنين

دراسة جديدة تكشف عن روابط بين تلوث الهواء وسرطان الرئة غير المدخنين

تعدّ الأمراض المرتبطة بالبيئة من المواضيع التي تثير اهتمام الباحثين والأوساط العلمية بشكل متزايد، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين. وتأتي الدراسات الحديثة لتسلط الضوء على عوامل جديدة قد تكون مساهمة في ارتفاع هذه الحالات التي كانت سابقاً مرتبطة بشكل رئيسي بالتدخين.

تأثير التلوث والعوامل البيئية على الجينات

  • كشفت دراسة حديثة أن تلوث الهواء، مما يشمل بعض أنواع الأدوية العشبية التقليدية وعوامل بيئية أخرى، يمكن أن يسبب طفرات جينية تؤدي إلى سرطان الرئة لدى أشخاص لم يدخنوا أو بالكاد دخنوا.
  • الدراسة، المنشورة في مجلة “نيتشر”، تعتبر من الأوائل التي توفر أدلة جينية مباشرة تربط بين تلوث الهواء وسرطان الرئة غير المدخن.
  • تم تحليل عينات من أورام الرئة لـ871 شخصاً غير مدخن، من مناطق مختلفة حول العالم، من أجل تحديد أنماط الطفرات الجينية المرتبطة بالتعرض للملوثات

نتائج الدراسة وأهميتها

  • وجد الباحثون أن الأفراد الذين يتعرضون لمستويات عالية من تلوث الهواء يظهرون عدداً أكبر من الطفرات الجينية المرتبطة بمحفزات السرطان، مثل التدخين والعمر.
  • بالإضافة إلى ذلك، أدت زيادة مستويات التلوث إلى ظهور بصمات جينية تشير إلى تعرض سابق لمحفزات جينية مختلفة، مع تآكل التيلوميرات التي تدل على تسارع عملية الشيخوخة الخلوية.
  • رغم ذلك، لم يجد البحث علاقة قوية بين التدخين السلبي وسرطان الرئة، مع وجود زيادة طفيفة في الطفرات فقط لدى غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.

تلوث الهواء والأرقام العالمية

  • 99% من سكان العالم يتنفسون هواء يتجاوز حدود المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
  • 2.4 مليار شخص يعانون من تلوث الهواء المنزلي بسبب استخدام مواقد الحرق، وتصل التكاليف الصحية العالمية الناتجة إلى 6 تريليون دولار سنوياً.
  • يُقدّر أن 8.1 مليون وفاة مبكرة تحدث سنوياً نتيجة لتلوث الهواء، مع فقدان 1.2 مليار يوم عمل عالمي بسبب نفس المشكلة.
  • تُعدّ غالبية الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط أكثر تضرراً، مع ضعف انتشار شبكات مراقبة جودة الهواء.
  • يُعتبر تلوث الهواء ثاني أكبر عامل خطر للوفاة المبكرة بعد ارتفاع ضغط الدم، ويرتبط بحوالي 700 ألف وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة.

اكتشاف بصمات جينية جديدة وخطر مركبات الأعشاب التقليدية

  • رصد الباحثون بصمة جينية مرتبطة بحمض الأريستولوشيك، وهو مادة مسرطنة موجودة في بعض الأدوية العشبية الصينية، مما يفتح باباً لبحث جديد حول مصادر التعرض لهذا المركب الخطير.
  • هذه البصمة، التي كانت تظهر بشكل رئيسي في حالات من تايوان، تثير قلقاً صحياً وتدعو إلى وعي أكبر حول استهلاك الأعشاب التقليدية وضرورة فحص مصادرها ودراستها بشكل أدق.
  • كما حددت الدراسة بصمة جينية أخرى تظهر غالباً في غير المدخنين، مما يثير تساؤلات حول أسبابها ومصدرها، مع خطط مستقبلية لتوسيع الدراسة إلى مناطق أخرى حول العالم، بما في ذلك أميركا اللاتينية والشرق الأوسط.

مستقبل الأبحاث والتطبيقات الصحية

يعتزم الباحثون استقصاء تأثيرات محتملة لاستخدام الماريجوانا والسجائر الإلكترونية على غير المدخنين، بجانب دراسة عوامل بيئية مثل الرادون والأسبستوس، وجمع بيانات محلية عن تلوث الهواء، بهدف وضع استراتيجيات وقائية أكثر فاعلية.

وفي تعليق على النتائج، أكد أحد الباحثين أن تلوث الهواء لا يسبب فقط مشاكل تنفسية، بل يترك آثاراً جينية قد تؤدي إلى السرطان، وأن الأدلة الجديدة تبرز الحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة لحماية الصحة العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى