اتفاق فرنسي بريطاني لمواجهة الهجرة غير الشرعية يركز على “دخول واحد وخروج واحد”

اتفاق بين فرنسا وبريطانيا لمعالجة أزمة الهجرة عبر القناة الإنجليزية
أعلنت المملكة المتحدة وفرنسا عن اتفاق تاريخي يهدف إلى تقليل عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور القناة بواسطة قوارب صغيرة وخطرة، وذلك ضمن جهود مشتركة لاحتواء أزمة الهجرة المستمرة والتصدي لتحدياتها المتنامية.
تفاصيل الاتفاق وبرنامجه التجريبي
- نص الاتفاق على مبدأ “دخول واحد وخروج واحد”، بحيث تقوم بريطانيا بإعادة عدد من المهاجرين أسبوعياً إلى فرنسا، مقابل قبولها لنفس العدد من طالبي اللجوء الذين لديهم علاقات بالمملكة المتحدة.
- في المرحلة الأولى، تتوقع الأوساط الإعلامية أن تشمل حوالي 50 عملية إعادة أسبوعياً، وفقاً لمصادر غير رسمية.
- سيساعد البرنامج على الحد من أعداد المهاجرين الذي يحاولون عبور القناة، ويعمل كوسيلة رادعة لمن يفكرون في تلك الرحلة الخطرة.
تصاعد الضغوط على الحكومة البريطانية
شهد العام الحالي ارتفاعاً قياسياً في أعداد طالبي اللجوء الذين ينجحون في عبور القناة، حيث تجاوز العدد 21,000 حتى الآن. ويعكس ذلك الحاجة الملحة لدى الحكومة البريطانية لإيجاد حلول فاعلة لاحتواء الظاهرة وتقليل تداعياتها على السيادة والأمن.
وفي تصريحاته، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن هذه المبادرة ستساعد في احتجاز وإعادة المهاجرين بشكل أسرع، ما يعد خطوة مهمة لإظهار جدية الحكومة في التعامل مع الأزمة.
انتقادات ووجهات نظر متباينة
من جانب آخر، انتقد الرئيس الفرنسي سياسات بريطانيا، حيث أشار إلى أن الشعب البريطاني خُدع بمزاعم أن “بريكست” يمنح بريطانيا مزيداً من السيطرة على حدودها، مؤكداً أن المشاكل المتعلقة بالهجرة ومعابر القناة تُظهر العكس تماماً. وأوضح أن الخلافات السياسية بين البلدين ينبغي ألا تفسح المجال أمام الشعبويين، وأن التعاون هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المشتركة.
الدبلوماسية المشتركة والتحديات المستقبلية
أكد قادة البلدين على أهمية تعزيز التعاون بين أوروبا وبريطانيا، لا سيما في قضايا الأمن والهجرة، داعين إلى تجنب الطروحات الشعبوية التي قد تزيد من حالة الانقسام. وأشاروا إلى أن العلاقات الدولية تتطلب نهجاً واقعياً وفعّالاً، بعيداً عن التصريحات الاستعراضية.
وفي ختام الزيارة، التي استمرت لثلاثة أيام، تم التركيز على تطوير التعاون الدفاعي، خاصة في الملف النووي وتطوير الصواريخ، بالإضافة إلى مناقشة سبل دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب مع روسيا.