دراسة تُبرز أن سجائر إلكترونية ذات الاستخدام الواحد أكثر خطورة من السجائر التقليدية

تسليط الضوء على مخاطر السجائر الإلكترونية الشائعة
ظل استخدام السجائر الإلكترونية يتزايد بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية، خاصة بين الشباب، حيث تُسوَّق كبديل أكثر أمانًا للسجائر التقليدية، مع توافرها بنكهات متعددة وتصميم أنيق. إلا أن الأبحاث الحديثة تكشف عن مخاطر صحية خطيرة مرتبطة بهذه الأجهزة، وتدعو إلى مراجعة استراتيجيات تنظيم استخدامها وحمايتها من الانتشار بين القاصرين.
دراسات جديدة تكشف عن مستويات عالية من المعادن السامة
- في دراسة نُشرت في مجلة علمية مرموقة، قام باحثون باختبار ثلاث علامات تجارية شهيرة لبعض أنواع السجائر الإلكترونية المُعتمدة للاستخدام مرة واحدة، للكشف عن وجود معادن خطرة مثل الرصاص، الكروم، الأنتيمون، والنيكل.
- النتائج أظهرت أن مستويات المعادن السامة التي تصدرها هذه الأجهزة عالية جدًا، وتفوق بكثير تلك التي تصدرها السجائر التقليدية أو الإلكترونيات المُعيد تعبئتها.
- على سبيل المثال، أحد الأنواع أطلق خلال الاستخدام كمية من الرصاص تفوق ما تنتجه حوالي 20 علبة سجائر عادية، ما يعكس خطورة التعرض المباشر لهذه المواد السامة عند الاستخدام اليومي.
مخاطر صحية جدية تتطلب إجراءات تنظيمية عاجلة
حسب خبراء في المجال، تؤكد النتائج على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات تنظيمية صارمة لمنع انتشار هذه الأجهزة، خاصة بين القاصرين، لتقليل المخاطر الصحية المحتملة التي تشمل السرطان، تلف الأعصاب، وأمراض الجهاز التنفسي.
وفي سياق متصل، أوضح باحثون أن مخاطر هذه الأجهزة ليست فقط مماثلة لتلك الموجودة في السجائر التقليدية، بل قد تكون في بعض الحالات أكثر ضررًا، الأمر الذي يستدعي إعادة تقييم السياسات الرقابية الحالية وتوعية المستخدمين بخطورتها.
معوقات تنظيمية ومبيعات متزايدة
- على الرغم من الجهود المبذولة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وفرضها قيودًا على استيراد وبيع العلامات التجارية ذات النكهات في السوق، إلا أن انتشارها يظل واسعًا، وتجاوزت مبيعاتها تلك الخاصة بالسجائر التقليدية.
- ويُظهر المسح الوطني أن هذه الأجهزة أصبحت الأكثر تداولًا بين فئة المراهقين والشباب، مع نسبة تصل إلى 5.9% من الطلاب الذين يستخدمونها حاليًا، وأن أكثر من نصف المستخدمين يفضلون السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام لمرة واحدة.
نتائج المختبرات تكشف عن تسرب المعادن ومواد مسرطنة
- اختبر الباحثون تراكيز المعادن وأشباه المعادن داخل السوائل الإلكترونية، وكذلك أبخرة الدخان الناتجة عن الاستخدام، ووجدوا أن بعض الأجهزة تحتوي على مستويات عالية من المعادن المسرطنة مثل الأنتيمون، والرصاص، والنيكل.
- كما لوحظ أن تسرب المكونات المعدنية من داخل الجهاز إلى السائل الإلكتروني، ثم إلى الأبخرة، يزداد مع تكرار النفث، مما يزيد من احتمالية التعرض المستمر لمواد مسرطنة وأخرى تضر بالجهاز العصبي.
- وتُظهر النتائج أن مستخدمي هذه الأجهزة يتعرضون لمعدلات أعلى بكثير من المعادن السامة مقارنة بمن يستخدمون السجائر الإلكترونية القابلة لإعادة التعبئة، وهو ما يمثل خطرًا محتملاً على الصحة العامة.