اقتصاد

كيفية إخماد حريق “سنترال رمسيس” الذي تسبب في انقطاع الإنترنت والبنوك والبورصة في مصر

تداعيات حريق سنترال رمسيس على الاقتصاد المصري وأهميته الاستراتيجية

في قلب العاصمة المصرية، وتحديدًا في منطقة رمسيس، اندلع مساء الإثنين 7 يوليو 2025 حريق هائل داخل مبنى سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز الاتصالات في البلاد. تسبب الحريق في حالة طوارئ واسعة النطاق وأثر بشكل مباشر على الشبكة الوطنية للاتصالات، مما أدى إلى تعطيل العديد من الخدمات الحيوية وتشكيل تأثيرات اقتصادية كبيرة.

موجة من التداعيات الفورية على الاتصالات والبنية التحتية

  • انقطاع خدمات الاتصال: تضررت شبكات الهاتف المحمول الأربعة (WE، فودافون، أورنج، e&)، حيث واجه المستخدمون صعوبة في إجراء المكالمات بين الشبكات، في حين ظلت الخدمات داخل الشبكة مستقرة.
  • تراجع مستوى الإنترنت: حسب منظمة “نت بلوكس”، انخفض مستوى الاتصال بالإنترنت في مصر إلى حوالي 62% من المعدل الطبيعي خلال ساعات الحريق، مما يدل على تضرر البنية التحتية للاتصالات.
  • استجابة وزارة الاتصالات: أكد الوزير عمرو طلعت أن البلاد لا تعتمد بشكل رئيسي على سنترال رمسيس، وأن الخدمات ستعود تدريجياً خلال 24 ساعة مع تعويض المستخدمين المتضررين.

تأثيرات على السوق الاقتصادي والبورصة

  • تعليق العمل في البورصة: أعلنت البورصة المصرية عن تعليق جلسة التداول بشكل استثنائي بعد تعذر الوصول إلى الموقع الإلكتروني وعدم ظهور أسعار الأسهم بشكل فوري، بهدف حماية السوق وشفافيته.

اضطرابات في القطاع المصرفي والخدمات البنكية

  • زيادة الحد الأقصى للسحب: قرر البنك المركزي بشكل مؤقت رفع الحد الأقصى للسحب النقدي اليومي إلى 500 ألف جنيه، مع مد ساعات العمل في بعض الفروع حتى الخامسة مساءً لتلبية الطلبات.
  • توقف خدمات الإنترنت البنكي والمدفوعات الرقمية: تعطلت خدمات ماكينات الصراف الآلي ونقاط البيع، بالإضافة إلى خدمات الإنترنت البنكي والتطبيقاات المصرفية عبر الهاتف، مع محاولة فرق الدعم استعادة الخدمة تدريجياً.

تأثيرات على الإعلام والطيران

  • قطاع الإعلام: رغم انقطاع بعض خطوط التواصل، أكدت مدينة الإنتاج الإعلامي أن البث التلفزيوني لم يتأثر، لكن تحضيرات البرامج واجهت بعض الصعوبات بسبب ضعف الاتصال.
  • قطاع الطيران: استُعيد تشغيل كامل مباني مطار القاهرة، وامتلأت الرحلات بالطبيعي، بالتنسيق مع وزارة الاتصالات لتجاوز آثار الحريق على حالة التشغيل.

أهمية سنترال رمسيس ودوره المحوري في الاتصالات المصرية

يعد سنترال رمسيس من أبرز مراكز الاتصالات في مصر، بفضل موقعه الاستراتيجي في وسط القاهرة ودوره في البنية التحتية الوطنية. افتتح عام 1927، ويحتوي على أكبر غرف الربط البيني في البلاد، التي تعتمد عليها شركات كبرى مثل فودافون وأورنج في توجيه المكالمات وربط شبكات الإنترنت داخليًا وعالميًا. يعالج سنوياً أكثر من 40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية، مما يجعله مرفقًا ذا أهمية قصوى في عمليات الاتصال سواء داخل البلاد أو خارجها.

كما يربط السنترال بين العديد من السنترالات الفرعية، ويقدم خدماته لقطاعات حيوية مثل الوزارات والمؤسسات المصرفية والشركات الإعلامية، ويشكل محورًا رئيسيًا لشبكة الألياف الضوئية التي تعتمد عليها مصر لتقديم خدمات الإنترنت الحديثة. لذا، فإن أي توقف أو ضرر يصيبه ينعكس بشكل مباشر على مستوى الخدمات والاتصالات في جميع أنحاء البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى