صحة

نجاح زراعة “كلى الخنازير” في البشر يقترب أكثر من توقعاتنا

دقة في رسم خريطة الاستجابة المناعية لدعم زراعة الأعضاء من الخنازير

تمكن فريق من الباحثين من تطوير خرائط تفصيلية توضح كيفية تفاعل الخلايا المناعية البشرية مع أنسجة الكلى الخنزيرية، باستخدام تقنيات تصوير جزيئي مكاني حديثة. يأتي هذا الإنجاز ضمن جهود تجاوز العقبات المرتبطة برفض الجهاز المناعي العضو المزروع، خاصة في سياق زراعة الكلى من الخنازير المعدلة وراثياً للأغراض البشرية.

تحديد استجابة الجهاز المناعي للزرع

  • استخدم الباحثون خوارزميات معلوماتية لتفريق خلايا المناعة البشرية عن خلايا الأنسجة الخنزيرية، مما سمح برسم خريطة دقيقة لطرق التسرب المناعي.
  • كَشفت النتائج أن خلايا الماكروفاج والخلايا النخاعية كانت الأكثر حضوراً، مؤكدة دورها القيادي في عمليات رفض العضو.
  • اعتمدوا على تتبع تعبير الجينات وسلوك الخلايا لإيجاد أنماط استجابة مبكرة، مما يعطي فرصة للتدخل العلاجي قبل تطور الرفض الحاد.

الآليات الأساسية لرفض الأعضاء

  • الرفض بوساطة الخلايا التائية، حيث تتعرف على المستضدات الغريبة وتهاجم الأنسجة المزروعة.
  • الرفض بوساطة الأجسام المضادة، التي تتكون ضد مستضدات المتبرع وتؤدي إلى تلف الأوعية الدموية داخل العضو.

التطورات السريرية والتقدم في زراعة الكلى من الخنازير

  • تم إجراء تجارب سريرية على نحو متزايد، مع قبول إدارة الغذاء والدواء الأميركية في فبراير 2025 لإجراء تجارب على البشر باستخدام الكلى المعدلة وراثياً.
  • تحتوي الخلايا المعدلة على عشرة تعديلات جينية تشمل إضافة جينات بشرية وتعطيل أخرى، بهدف تقليل احتمالية رفض الأنسجة.
  • عينة عملية في 16 مارس 2024، أسفرت عن أول زرع لعضو خنزير معدل في رجل يعاني من فشل كلوي، حيث أظهرت الكلى وظيفة جيدة لمدة شهرين على الأقل.

التفاعل المناعي وتحسين فرص النجاح

توفر الدراسة الحالية خريطة أدق لطريقة تفاعل الخلايا المناعية مع الأنسجة المزروعة، مما يسهل تطوير علاجات أكثر تخصصاً وفعالية لخفض معدل الرفض.

التحديات العالمية والآفاق المستقبلية

  • على الرغم من زيادة عمليات الزرع، إلا أن الحاجة أكبر بكثير من عدد الأعضاء المتاحة، خاصة مع استمرار أزمة نقص الأعضاء عالميًا.
  • تُظهر البيانات أن أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة ينتظرون زرع أعضاء، مع نسبة عالية للمرضى الذين يحتاجون إلى كلية جديدة.
  • حاليًا، تشكل زراعة الأعضاء من الخنازير المعدلة وراثياً حلاً واعدًا لسد فجوة العرض والطلب، مع تطلعات لتحسين تقنيات التعديل وتقليل مخاطر رفض الأنسجة مستقبلًا.

الختام والتطلعات المستقبلية

يمضي الباحثون قدمًا نحو تعزيز العلاجات المناعية، وتحسين تقنيات التعديل الوراثي للخنازير، وتطوير بروتوكولات للكشف المبكر عن علامات الرفض. يهدف هذا المسار إلى جعل زراعة الأعضاء من الخنازير خيارًا آمنًا ومستدامًا في المستقبل القريب، مما يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة أزمة نقص الأعضاء وتحقيق إنقاذ أكبر لعدد أكبر من المرضى حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى